وجهات سياحية

تفاصيل مذهلة عن هضاب العجمة والتيه في قلب سيناء

تستعرض الخريطة السياحية المصرية مجموعة من المواقع الطبيعية الساحرة والمخفية، التي تبتعد عن المسارات التقليدية لتقدم تجربة استكشافية فريدة للباحثين عن المغامرة، حيث تبرز هذه الوجهات ككنوز جيولوجية وتاريخية تمزج بين الجمال البري والتراث الإنساني الضارب في القدم.

تفتح محمية طابا في جنوب سيناء دفاتر الأرض القديمة لزوارها، إذ تضم شبكة من الوديان العميقة وتكوينات صخرية نادرة تعود لآلاف السنين، وتوفر موائل طبيعية لحيوانات برية مهددة بالانقراض مثل الغزلان وطائر الحبارى النادر، وسط غطاء نباتي كثيف من أشجار الطلح والرمث.

تتجلى الدهشة في الصحراء الزرقاء القريبة من دير سانت كاترين، حيث تكتسي الصخور بألوان تمنح الزائر شعوراً بالسير في عالم موازٍ ومختلف، وتمتد هذه اللوحة الفنية على مساحة واسعة لتصبح مقصداً مثالياً لهواة التصوير، والباحثين عن مساحات من الحرية والتأمل وسط صمت الجبال.

يشكل الوادي الملون أعجوبة طبيعية داخل محمية طابا بارتفاعات شاهقة، إذ نحتت مياه الأمطار والسيول الشتوية قنوات وممرات عميقة وسط المنحدرات الصخرية، لترسم متاهة طبيعية تمتد لمئات الأمتار، وتستقطب عشاق المشي في البرية الراغبين في ملامسة تفاصيل الطبيعة الجيولوجية المعقدة.

تبرز هضبة التيه في القسم الأوسط لشبه جزيرة سيناء كوجهة بكر، حيث تتكون من تشكيلات جيرية تضم بحيرات وشلالات مياه عذبة ونباتات طبية نادرة، وتوفر هذه المنطقة تجربة استكشافية لم تكتشفها بعد معظم مسارات السفاري التقليدية، مما يضفي عليها خصوصية وغموضاً وجاذبية كبيرة.

يجمع وادي إسلا بين روعة المناظر الطبيعية والنقوش الصخرية التاريخية، إذ يحتوي على آثار تعود للإنسان الأول وعيون جبلية نقية تروي ظمأ العابرين، ويمتد الوادي بطول ستة عشر كيلومتراً ليكون وجهة متكاملة لمراقبة النجوم، ورصد الظواهر الفلكية في سماء صافية بعيدة عن التلوث الضوئي.

تحتضن واحة سيوة جزيرة فطناس التي تُعرف بجزيرة الخيال لانعكاس الغروب على مياهها، وتضم الجزيرة منابع مائية متوسطة الحرارة تسمح بالاسترخاء والسباحة طوال شهور العام، كما تعد محطة رئيسية للطيور المهاجرة مثل الفلامنجو، التي تحلق فوق أشجار النخيل المحيطة بالبحيرة من كل اتجاه.

تختتم محمية أبو جالوم هذه الرحلة بمزيج فريد من الجبال الشاطئية واللاجونات، حيث تتلاقى الشعاب المرجانية في أعماق البحر مع الحياة البرية فوق رمال الصحراء، لتوفر بيئة خصبة لهواة الغوص ومراقبة الطيور، الذين يبحثون عن تناغم حقيقي بين الأنظمة البيئية المتنوعة في قلب الطبيعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى