تجارب سائح

تعرف على أخفض بقعة سياحية على وجه الارض

ينام فيها السياح بعمق بسبب زيادة نسبة الأكسجين


البحر الميت عبارة عن بحيرة منخفضة جدا جدا بين فلسطين والاردن، وتعتبر اكثر نقطة منخفضة على وجه الارض ومياه هذه البحيرة اكثر ملوحة من اي بحر او محيط تسع مرات ونص، وبسبب ملوحة هذا البحر الغير طبيعية والتي تزيد عن 34٪؜ من نسبة المياة لذلك فإنه لا يمكن ان يعيش فيه اي كائن حي سواء نباتات او حيوانات، وبسبب العجائب والاسرار المحيطة بتلك البقعة المنخفضة من الارض اصبحت مقصدًا سياحيًا هاما وخاصة للباحثين عن الاستشفاء، فمياه وطين البحر الميت لها قدرة عجيبة على علاج مرض الصدفية، كما ان انخفاض منطقة البحر الميت عن سطح الارض بما يزيد عن 423 متر جعلها اكثر مكان يحتوي على الاكسجين وهو الامر الذي يزيد معدلات اعمار اهل تلك المنطقة فضلا عن تمتعهم بالصحة واضافة الى النوم العميق الذي يستمتع به كل زائر للمنطقة والذي ارجع العلماء سببه الى زيادة نسبة الاكسجين عن اي مكان في الارض بنسبة 10٪؜ على الاقل.

ولمن لا يجيد السباحة مثلي فلا داعي للقلق لان مياه البحر الميت لها القدرة على حمل اي شخص -يطفو- مهما كان وزنه دون ان يغطس وفي الحقيقة لقد حظيت بإقامة في فندق موڤنبيك البحر الميت وهو احد اجمل اماكن الاقامة هناك ولديهم متخصصين في الاهتمام بجلسات الاستشفاء في البحر الميت بحيث لا تزيد مدة السباحة عن 20 دقيقة داخل المياه يقدمون لك فيها وسادة هوائية لتتمكن من الاسترخاء وبعض الصحف والمجلات وما عليك سوى ان تترك المياه لتطفو وتحمل كامل جسدك ولكن حذاري من ان تتسلل نقطة واحدة لفمك او عينك لانه احساس فظيع بسبب الملوحة الشديدة، وبعدها يقومون بعمل جلسة من الطين حيث يتم تغطية كامل الجسد بطين البحر الميت وهو الامر الذي يسهم في تجديد كافة خلايا البشرة وعلاج النمش والبثور في كل الجسد ليحظى الزائر ببشرة الاطفال كما يقولون baby skin.
زيارتي لمنطقة البحر الميت كانت بدعوة كريمة من وزارة السياحة بالمملكة الاردنية الهاشمية في اطار جهودهم للتعريف بتلك المنطقة عربيًا ولكن للاسف السياحة العربية اضعف ما تكون الى تلك المنطقة، والكيان الصهيوني هو الرابح الاكبر في استثمار خيرات البحر الميت من خلال بناء اكثر من 50 فندق على هذا البحر كما يجيدون تسويق كافة منتجات البحر الميت لكل انحاء العالم الذي ادرك اهمية تلك البقعة بعكس الجانب الاردني الذي يعاني في الجانب التسويقي كما انهم ادركوا مؤخرًا اهمية البحر الميت كمقصد سياحي وللاسف لا يوجد سوى عدد محدود جدا من الفنادق لا يزيد عن 9 فنادق في الجانب الاردني، كما يوجد تهديد كبير للبحر الميت يعرضه للجفاف بسبب انخفاض مستوى المياه سنويا لمسافة تقدر بمتر، وتم تسجيل انخفاض قدره 40 مترًا تقريبا منذ خمسينيات القرن الماضي، وهناك مشروع لمحاولة تعويض هذا النقص من المياه من خلال تزويد البحر الميت بمياه منقولة من البحر الاحمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى