-- سلايدر --وجهات سياحية

الباحة.. زراعة اللوز تعزز الاقتصاد والسياحة وتضفي سحرًا طبيعيًا على المنطقة

تواصل منطقة الباحة تعزيز مكانتها الزراعية من خلال زراعة أشجار اللوز، التي أصبحت ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط السياحة.

وكشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن المساحات المزروعة بأشجار اللوز في المنطقة تبلغ نحو 67 هكتارًا، ما يساهم في خلق فرص عمل جديدة للمزارعين، إضافة إلى تعزيز تجارة المنتجات الزراعية.

وتضفي أشجار اللوز، بأزهارها البيضاء المتفتحة، مشهدًا طبيعيًا خلابًا يجذب الزوار من مختلف مناطق المملكة وخارجها، خاصة خلال فصل الربيع عندما تكتسي المدرجات الزراعية بطابعها الفريد.

في خطوة لدعم هذا القطاع الحيوي، تم توقيع عقد استثماري لتشغيل مدينة زراعية بمساحة إجمالية تتجاوز 596 ألف متر مربع، بهدف زراعة ما لا يقل عن 10 آلاف شجرة وإنتاج نحو 12 ألف طن من اللوز وأشجار الفاكهة المثمرة.

وتعد هذه المبادرة إضافة نوعية تعزز الميزة النسبية للباحة، باعتبارها واحدة من أبرز المناطق في المملكة الملائمة لهذا النوع من الزراعة.

تحظى أشجار اللوز بأهمية اقتصادية كبيرة، إذ توفر دخلاً جيدًا للمزارعين، حيث تنتج كل شجرة ما بين 5 إلى 6 كيلوغرامات من اللوز في الموسم الواحد.

وتتركز زراعتها في عدد من المحافظات، منها المندق، وبني حسن، والقرى، وبلجرشي، والعقيق، حيث تتكيف هذه الأشجار مع تضاريس المنطقة ومناخها المعتدل، ما يجعلها منتجًا زراعيًا ذا جودة عالية في الأسواق المحلية.

وإلى جانب قيمتها الغذائية، تتميز ثمار اللوز بقدرتها على التخزين لفترات طويلة دون أن تفقد جودتها، مما يسهل تسويقها على مدار العام.

تنتمي شجرة اللوز إلى العائلة الوردية، وتعد من ذوات النواة الحجرية، حيث تنتشر زراعتها في المناطق الجبلية، لا سيما في المدرجات الزراعية والأراضي الهامشية ذات التربة الضحلة.

ورغم الظروف القاسية في بعض المواقع، إلا أن هذه الشجرة تتميز بقدرتها على النمو بمتطلبات بيئية منخفضة، ما جعلها خيارًا مناسبًا للكثير من المزارعين.

ولمواكبة هذا التوجه، تم إدراج اللوز ضمن برامج الدعم الحكومي، من خلال مبادرات مثل “برنامج إعادة تأهيل المدرجات الزراعية وحصاد مياه الأمطار”، وبرنامج “ريف السعودية”، الذي يقدم دعمًا ماليًا ولوجستيًا للمزارعين، مما يسهم في تعزيز الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل.

إلى جانب اللوز، تشتهر مزارع الباحة بتنوع محاصيلها، حيث تزرع العديد من الفواكه، مثل العنب، والرمان، والتين، والمشمش، والخوخ، والبخارى، والمانجو، والجوافة، والتفاح، والتين الشوكي “البرشومي”، والسفرجل، والتوت، إلى جانب محاصيل أخرى مثل الموز واللوز البجلي.

كما تضم المنطقة زراعات للحبوب، تشمل الذرة البيضاء، والقمح، والشعير، والدخن، والعدس، والسمسم، إلى جانب محاصيل الخضروات بمختلف أنواعها.

وتشتهر الباحة أيضًا بالنباتات العطرية، مثل النعناع، والحبق، والريحان، والكادي، والبعيثران، التي تضيف بعدًا آخر للتنوع الزراعي في المنطقة.

تتميز مزارع الباحة بتوزيعها الجغرافي المتنوع، حيث تنتشر في عدد من الأودية، مثل أودية معشوقة، وبيدة، وفيق، وقوب، وتربة، وناوان، والتي توفر بيئة مثالية لنمو هذه المحاصيل.

ومع استمرار تطوير القطاع الزراعي ودعم المبادرات الاستثمارية، تسير الباحة بخطى ثابتة نحو تعزيز دورها كوجهة زراعية وسياحية متكاملة، تجمع بين الإنتاج الزراعي عالي الجودة والجمال الطبيعي الأخاذ، ما يجعلها نقطة جذب متنامية للسياح والمستثمرين على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى