مهرجان الأكلات الشعبية في نجران يحتفي بالرقش ويعزز التراث والاقتصاد المحلي

شهدت ساحة قصر الإمارة التاريخي في حي أبا السعود بمنطقة نجران انطلاق فعاليات مهرجان الأكلات الشعبية لعام 2025، الذي تنظمه أمانة المنطقة، بمشاركة واسعة من الأسر المنتجة والحرفيين والمزارعين.
وحظي المهرجان باهتمام كبير من الزوار، حيث جاء ليعكس أصالة الموروث الثقافي المحلي، ويعزز الحراك الاقتصادي والتجاري من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأطباق الشعبية والمنتجات الزراعية والمشغولات اليدوية التقليدية.
وافتتح نائب أمير منطقة نجران، الأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز، المهرجان، حيث تجول بين الأجنحة المختلفة التي تعرض منتجات زراعية محلية، وعسل نجران الشهير، والصناعات الحرفية، بالإضافة إلى منصات الأسر المنتجة التي تقدم أشهى الأكلات التقليدية، وعلى رأسها “الرقش النجراني”، الطبق الذي يعد من أشهر الأطعمة التراثية في المنطقة.
ويتيح المهرجان للزوار فرصة التعرف على مراحل إعداد وجبة “الرقش”، والتي تعتمد على خبز البر المغموس في المرق واللحم أو الدجاج، وهي وجبة توارثتها الأجيال في نجران لما تمتاز به من قيمة غذائية وطابع تقليدي يعكس أسلوب الحياة في الماضي.
ويخصص المعرض ركنًا خاصًا يعرض المكونات المستخدمة في إعداد الرقش، بدءًا من الحبوب المزروعة محليًا، وصولًا إلى طرق الطهي التقليدية التي لا تزال تحافظ على نكهتها الأصلية.
وأكد أمين منطقة نجران، المهندس صالح الغامدي، أن المهرجان لا يقتصر على تقديم الأكلات الشعبية، بل يمتد ليشمل دعم الأسر المنتجة وأصحاب المهن الحرفية، حيث يتيح لهم الفرصة لعرض منتجاتهم أمام جمهور واسع، مما يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة.
وأضاف أن الفعالية تسهم أيضًا في الترويج للمنطقة التاريخية في حي أبا السعود، التي تعد واحدة من الوجهات السياحية المهمة في نجران، نظرًا لما تزخر به من معالم أثرية وتراثية تعكس تاريخ المدينة.
وتخلل المهرجان مجموعة من الفعاليات الترفيهية والتثقيفية الموجهة للأطفال والعائلات، حيث تم تخصيص أنشطة تفاعلية تهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بتراثهم المحلي، من خلال ورش عمل حول الصناعات التقليدية، وعروض الطهي المباشر التي تستعرض طريقة إعداد الأكلات الشعبية المختلفة.
كما شهدت ساحة الفعالية عروضًا فولكلورية تبرز الفنون الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، مما أضفى على الحدث طابعًا احتفاليًا يعكس روح التراث النجراني.
ويحظى مهرجان الأكلات الشعبية باهتمام واسع من المجتمع المحلي، حيث أصبح أحد الفعاليات السنوية التي ينتظرها السكان والزوار، نظرًا لما يقدمه من تجربة فريدة تجمع بين المذاقات الأصيلة والأجواء التراثية.
كما يسهم المهرجان في تسليط الضوء على المقومات الزراعية والاقتصادية في نجران، حيث تشتهر المنطقة بإنتاجها الوفير من التمور والحبوب والعسل، وهي منتجات تلعب دورًا محوريًا في دعم اقتصاد الأسر المنتجة.
ويعكس نجاح المهرجان مدى اهتمام الجهات المختصة بالحفاظ على الموروث الشعبي والترويج له، خاصة في ظل توجه المملكة نحو تعزيز السياحة الداخلية والاحتفاء بالمقومات الثقافية لكل منطقة.
ومع الإقبال الكبير على الفعالية، يؤكد المشاركون أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات التي تتيح للأجيال الجديدة فرصة التعرف على تراثهم بطريقة تفاعلية، مع الاستمتاع بأجواء احتفالية تجمع بين الثقافة والترفيه والاقتصاد المحلي.