متاحف الأحساء.. بوابة لاستكشاف تاريخ المنطقة وتراثها العريق

تزخر محافظة الأحساء بكنوز ثقافية وتراثية تجعلها وجهة رئيسية لعشاق التاريخ والحضارة، حيث تضم مجموعة واسعة من المتاحف التي توثق مراحل مختلفة من تاريخ المنطقة، وتربط الأجيال الحالية بماضيها الغني.
وتُعد هذه المتاحف بمثابة نوافذ تطل على حقب زمنية متعاقبة، ما يمنح الزوار تجربة معرفية وتاريخية مميزة تعكس ثراء الأحساء كإحدى أهم المحافظات التاريخية في المملكة.
تتنوع مقتنيات المتاحف في الأحساء لتشمل القطع الأثرية، الأزياء الشعبية، الأدوات التقليدية، المخطوطات القديمة، والمقتنيات التراثية التي تحكي تفاصيل الحياة الاجتماعية والثقافية على مر العصور.
كما تعد هذه المتاحف منصات تعليمية مهمة، تسلط الضوء على أنماط الحياة القديمة، وأساليب الإنتاج التقليدي، والعادات والتقاليد التي شكلت هوية المنطقة.
متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي
يعتبر متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي الأبرز في المنطقة، حيث يمثل الوجهة الرسمية للمهتمين بالتاريخ والآثار. يقع المتحف في مدينة الهفوف على مساحة 4 آلاف متر مربع، ويضم قاعات داخلية مصممة بأسلوب يحاكي الحضارات التي مرت على المنطقة، بدءًا من العصر الحجري، مرورًا بحضارة دلمون، ثم الحقب الآشورية والبابلية، وصولًا إلى الفترات الإسلامية والحديثة.
يحتوي المتحف على أكثر من 1400 قطعة أثرية ووثائق تاريخية، إضافة إلى مسكوكات نقدية قديمة وصور نادرة، كما يعرض مقتنيات تعود إلى عصر الجرهاء (400 ق.م – 320 م)، وخارطة توضح الطرق التجارية التي مرت عبر الجزيرة العربية، مما يجعله وجهة معرفية متكاملة للباحثين عن تفاصيل التاريخ الإقليمي.
متحف الخليفة
يمثل متحف الخليفة نموذجًا متكاملًا للمتاحف الشخصية، حيث يحتوي على أكثر من 10 آلاف قطعة تراثية متنوعة، تضم أدوات زراعية، أسلحة تقليدية، أدوات طهي، وملابس وحلي نسائية، إضافة إلى مقتنيات خاصة بالحرف التقليدية التي كانت سائدة في المنطقة.
يضم المتحف سوقًا صغيرًا يحاكي الأسواق القديمة، حيث تحتوي كل دكان على مقتنيات خاصة بحرفة معينة، ما يجعله تجربة تفاعلية فريدة للزوار.
متحف كنوز الماضي
يقع متحف كنوز الماضي في حي الراشدية بالمبرز، ويضم ثلاث قاعات رئيسية تشمل مجلسًا تراثيًا، سوقًا شعبية، وأقسامًا متعددة للحدادة، والنجارة، والخرازة، إضافة إلى مجموعة من العملات القديمة، الطيور المحنطة، والدراجات النارية والسيارات الكلاسيكية.
يتم عرض المقتنيات بطريقة تسهل على الزائر التعرف على المعلومات المتعلقة بها، سواء من خلال المجسمات أو الوثائق المصاحبة، مما يجعله متحفًا تعليميًا وترفيهيًا في آنٍ واحد.
متحف القهوة
يعد متحف القهوة أحد أبرز المتاحف المتخصصة في الأحساء، حيث يروي قصة القهوة وتطورها عبر العصور من خلال أكثر من 700 قطعة نادرة تتعلق بإعدادها وأدوات تحضيرها.
يضم المتحف عينات من أفضل أنواع البن المستورد من 12 دولة حول العالم، إلى جانب وثائق تاريخية توثق دور ميناء العقير في استيراد وتصدير القهوة خلال الفترات الماضية، بما في ذلك وثيقة زكاة على القهوة تعود إلى ما قبل توحيد المملكة.
متحف صالح الظفر الكشفي
يعد هذا المتحف وجهة مهمة لمحبي الكشافة والرحلات الاستكشافية، حيث يضم أكثر من 20 ألف قطعة كشفية، تشمل أدوات التخييم، صورًا توثق معسكرات الكشافة السعودية، وأرشيفًا يضم أبرز القادة والمؤسسين في الحركة الكشفية بالمملكة.
كما يحتوي المتحف على قسم مخصص للأعمال الريادية وفنون الحبال الكشفية، ويضم مقتنيات يزيد عمر بعضها على 100 عام.
إرث ثقافي حي
علاوة على هذه المتاحف، تحتضن الأحساء عشرات المتاحف الشخصية التي أسسها مواطنون حرصوا على توثيق التاريخ وحفظ التراث من الاندثار، حيث تتنوع اهتماماتها بين الفنون الشعبية، الحرف التقليدية، والأرشيفات التاريخية التي تعكس ملامح الحياة في العقود الماضية.
وتلعب هذه المتاحف دورًا كبيرًا في تعزيز السياحة الثقافية في المنطقة، حيث أصبحت وجهات رئيسية للزوار والسياح الباحثين عن تجربة استثنائية تجمع بين المعرفة والتراث الحي.