السعودية تعزز موقعها السياحي قبل الموعد

احتفلت وزارة السياحة في السعودية بتحقيق أحد أهم مستهدفات رؤية 2030 السياحية قبل الموعد المحدد بسبع سنوات، وذلك بوصول عدد الزوار إلى أكثر من 100 مليون سائح خلال عام واحد، يعكس هذا الإنجاز تغيراً جذرياً في موقع المملكة على خريطة السياحة العالمية، ويؤكد على نجاح خططها في تنويع الاقتصاد وتوسيع مصادر الدخل غير النفطي.
شهد العام الماضي إنفاقاً سياحياً تجاوز 250 مليار ريال، ما أسهم بشكل مباشر في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تفوق 4%، ورفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي غير النفطي إلى أكثر من 7%.
وتجاوز عدد السياح المحليين والدوليين 106 ملايين سائح، بزيادة نسبتها 56% مقارنة بعام 2019، و12% مقارنة بعام 2022، وهو ما يدل على اتساع قاعدة الزوار وتنوع خياراتهم.
استثمرت المملكة في تطوير عدد من الوجهات التي جمعت بين الموروث الحضاري والطبيعة المتنوعة والبنية التحتية الحديثة، ما جعل هذه المواقع محط أنظار الزوار من داخل المملكة وخارجها.
وتعد العلا أحد أبرز هذه المواقع، حيث تقدم مزيجاً فريداً من التضاريس الجيولوجية والمواقع التاريخية، تعود لآلاف السنين، ما جعلها مركزاً مهماً للفعاليات الثقافية والمهرجانات العالمية.
أما الدرعية، فهي تمثل القلب التاريخي للمملكة وتضم حي الطريف المدرج على قائمة التراث العالمي، وتُعد شاهداً حياً على بدايات الدولة السعودية الأولى، وتُعد اليوم وجهة متكاملة تضم المتاحف والفعاليات والأنشطة الثقافية، ضمن بيئة طبيعية تطل على وادي حنيفة.
وفي الاتجاه نحو المستقبل، تأتي منطقة نيوم بمفاهيمها الحديثة للحياة المستدامة، وتعتمد بنسبة 100% على الطاقة المتجددة.
وتضم مشاريع نوعية مثل مدينة “ذا لاين” الخطية، والمدينة الصناعية “أوكساچون”، والمركز السياحي الجبلي “تروجينا”، والجزيرة الفاخرة “سندالة”، تعكس هذه المشاريع بعداً جديداً في التخطيط العمراني والسياحي يتجاوز المفهوم التقليدي للسياحة.
وتبرز جدة التاريخية كمركز ثقافي سعودي مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تواصل جهود الترميم والتأهيل للحفاظ على هويتها المعمارية، مع فتح أبوابها للفعاليات الثقافية والفنية بشكل متواصل.
وتحظى وجهة البحر الأحمر باهتمام واسع، حيث توفر تجربة سياحية فاخرة تعتمد على الطبيعة البكر والتنوع البيئي في الجزر والشواطئ والجبال، وتتيح للزوار خوض أنشطة استجمامية واستكشافية تجمع بين الراحة والمغامرة.
أما واحة الأحساء، فتشكل نموذجاً للاستقرار البشري القديم، حيث تضم تضاريس فريدة ومواقع أثرية تثبت استيطان الإنسان فيها منذ العصر الحجري الحديث، وتم إدراجها في قائمة اليونسكو عام 2018، لما تحويه من تنوع جغرافي وتاريخي استثنائي.
وتأتي منطقة السودة في عسير كواحدة من الوجهات الجبلية البارزة، حيث تمزج بين التراث الشعبي والطبيعة الجبلية على أعلى قمة في المملكة، وتمتاز بتنوعها الثقافي وتاريخها الغني الذي يتجلى في أكثر من 200 موقع تراثي موثق، ما يجعلها محطة رئيسية في خارطة السياحة الوطنية.