سوشيال ميديا

وادي لجب في جازان يروي قصة الطبيعة البكر

يبرز وادي لجب في محافظة الريث بمنطقة جازان كأحد أبرز المعالم الطبيعية التي تحتفظ بجمالها الفطري وتكوينها الصخري العريق دون تدخل بشري، يجذب هذا الوادي الأنظار بما يحتويه من منحدرات شاهقة وصخور عملاقة تراكمت بفعل عوامل التعرية عبر آلاف السنين، وتتحول مع هطول الأمطار إلى مشاهد آسرة تستوقف الزوار وتمنحهم تجربة بصرية مختلفة.

ويعد هذا الموقع من أبرز ما يميز التنوع البيئي والجغرافي الذي تتمتع به جازان، ويعكس مدى عمق العلاقة بين الأرض والإنسان.

تتميز صخرة وادي لجب بمظهرها الفريد الذي يشبه رأس إنسان أو مجسم “أبو الهول”، ويُعتقد أنها تشكلت نتيجة عمليات تجوية طويلة المدى بفعل الرطوبة والمياه، تقع هذه الصخرة على ارتفاع يقارب 200 متر فوق مستوى سطح الوادي، مما يجعلها نقطة مشاهدة طبيعية تسيطر على كامل المشهد، ومنحها هذا الموقع المرتفع اسمًا خاصًا في أوساط السكان المحليين، حيث تُعرف باسم “خشم لجب” أو “قمقوم لجب”، وتُعد بمثابة معلم مميز لكل من يزور المنطقة.

يشير محمد بن مفرح النجادي، أحد أبناء المنطقة، إلى أن الصخرة لا تفقد جاذبيتها في أي وقت من العام، بل تزداد سحرًا خلال فترات هطول الأمطار، حيث تتدفق المياه من فتحات داخلها وكأنها تذرف الدموع، في مشهد لا يتكرر في أماكن أخرى.

ويؤكد النجادي أن هذه الصخرة، رغم أنها غير معروفة على نطاق واسع خارج حدود المنطقة، إلا أنها تشكل نقطة جذب حقيقية لعشاق المغامرة والمشي في الطبيعة، كما توفر تجربة فريدة للمصورين والمهتمين بتوثيق التكوينات الجيولوجية.

يسهم انتشار صور هذه الصخرة على وسائل التواصل الاجتماعي في جذب المزيد من الزوار إلى المنطقة، وهو ما يمكن أن يعزز جهود السياحة البيئية في جازان، خاصة إذا تم الاهتمام بالبنية التحتية المحيطة بها وتوفير وسائل السلامة لمرتادي المكان.

ويشكل وادي لجب، بما يحتويه من تنوع جيولوجي ومظاهر طبيعية نادرة، فرصة مهمة لتعريف الأجيال الجديدة بقيمة الحفاظ على الموروث البيئي والتاريخي للمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى