الأخبار

تقنية نانوية جديدة تعبر الحاجز الدماغي للعلاج

كشفت دراسة علمية أُجريت في جامعة أوريغون الأمريكية عن تطوير تقنية نانوية جديدة تتيح تجاوز الحاجز الدموي الدماغي، وهو من أكثر الحواجز تعقيدًا في الجسم البشري، ويمنع وصول الأدوية إلى أنسجة الدماغ، يمثل هذا التقدم خطوة حاسمة في معالجة عدد من الأمراض العصبية المزمنة التي استعصت على العلاجات التقليدية بسبب عجزها عن الوصول إلى مواقع الإصابة داخل الدماغ.

اعتمد الباحثون على تصميم جزيئات نانوية مزودة بببتيدات تسمح لها بالمرور الفعال عبر الحاجز الدموي والوصول إلى الخلايا المناعية الدقيقة داخل الدماغ، المعروفة باسم “ميكروغليا”.

ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة “Advanced Healthcare Materials”، موضحة أن المنصة النانوية تمثل نقلة نوعية في مجال توصيل الأدوية الدقيقة إلى الدماغ، وتمكّنت الجزيئات المطورة من الوصول إلى أهدافها دون التسبب بأضرار جانبية واضحة أو تأثيرات عكسية على وظائف الأعضاء.

اختبر الفريق العلمي التقنية الجديدة على نماذج حيوانية تعاني من مرض “كاشيكزيا”، وهو اضطراب يؤدي إلى فقدان شديد في الكتلة العضلية، ويعد أحد الأعراض المتقدمة لبعض السرطانات.

وأظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة 50% في معدلات فقدان الكتلة العضلية لدى الحيوانات التي تلقت العلاج النانوي، مقارنةً بالمجموعة التي لم تتلقه، ما يعكس فعالية التقنية في تقليل الالتهاب وتحسين الأداء الوظيفي للجسم.

أشار الباحثون إلى أن هذه المنصة النانوية قد تمهد الطريق لتطوير علاجات لأمراض مزمنة أخرى، مثل ألزهايمر والتصلب الجانبي الضموري، حيث يعاني المرضى من صعوبة استجابة الدماغ للأدوية بسبب عزلته الحيوية، وتُعد القدرة على استهداف مناطق محددة داخل الجهاز العصبي دون التسبب بانتشار غير مرغوب فيه للأدوية واحدة من أهم مزايا هذه التقنية.

يطمح الفريق البحثي إلى التوسع في التجارب قبل السريرية، من خلال اختبار فاعلية المنصة على نماذج أخرى أكثر تعقيدًا، وصولًا إلى تطبيقها سريريًا على البشر في المستقبل القريب، وتشير هذه النتائج إلى إمكانية حقيقية في تغيير طرق العلاج العصبي التقليدية والانتقال إلى مسارات أكثر دقة وأمانًا في إيصال الأدوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى