سواعد متعددة وجهود موحدة لخدمة الحجاج

تسهم آلاف الأيدي العاملة في مكة المكرمة خلال موسم الحج في بناء منظومة متكاملة من الخدمات، هدفها الأول راحة الحجاج وسلامتهم وتيسير أدائهم للمناسك في أجواء روحانية تملؤها الطمأنينة والخشوع، وتتركز هذه الجهود في مواقع مختلفة، وتُنفذ من خلال مهام يومية متنوعة تنفذها فرق بشرية تعمل على مدار الساعة دون انقطاع.
تباشر فرق النظافة الميدانية أعمالها في مختلف الساحات والممرات والطرقات المؤدية إلى المشاعر المقدسة، وتحرص على تنظيف المواقع بشكل مستمر لضمان بيئة نظيفة وخالية من أي ملوثات أو عوائق، وتتزامن هذه الأعمال مع جهود التبريد والري، التي تُنفذ بهدف تقليل تأثير حرارة الجو على الحجاج وتوفير جو مريح لهم خلال تحركاتهم بين المشاعر.
تتولى فرق الأمن والحراسة مسؤوليات التنظيم والتأمين والتدخل السريع في الحالات الطارئة، وتحرص على منع الازدحام وتنظيم الدخول والخروج في المواقع الحساسة، وتتكامل هذه الجهود مع عمل الدفاع المدني والطوارئ الصحية الذين يباشرون حالات الإصابات المفاجئة أو الإجهاد الحراري، ويقدمون خدماتهم في نقاط طبية مجهزة بالكامل منتشرة في أماكن وجود الحجاج.
يعمل موظفو الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية على متابعة الحجاج في مقار سكنهم، وتوفير الوجبات الغذائية والمياه والمستلزمات الضرورية، ومتابعة الحالات الخاصة وكبار السن لضمان راحتهم، كما تسهم فرق التوعية والإرشاد في توجيه الحجاج وتزويدهم بالمعلومات الشرعية والتنظيمية، مع تقديم المساعدة اللغوية للناطقين بغير العربية عبر مترجمين ميدانيين.
تتسق كل هذه الأعمال مع التوجيهات العليا التي تؤكد على أن خدمة الحجاج شرف ومسؤولية وطنية، وتتطلب التنسيق المستمر بين الجهات الحكومية والأمنية والصحية والخدمية، وتبرز هذه الجهود في المشهد اليومي للحج من خلال مشاهد متكررة لسواعد ساهرة تعمل بصمت، وقلوب خاشعة تدرك أن ما تقدمه يسهم في تسهيل الركن الخامس من أركان الإسلام.