سحر القلاع حول العالم يعكس عبق التاريخ والجمال

استحوذت القلاع التاريخية في مختلف دول العالم على اهتمام الملايين من عشاق السفر والتاريخ، إذ تجذب الزائرين بما تحمله من روايات معمارية فريدة، وأحداث إنسانية متداخلة، وقصص خالدة عن ملوك ومحاربين وشعوب تناوبت على حكم الأرض وبناء الحضارات. ويمتزج في هذه القلاع عنصر الجمال الهندسي بوقع الأحداث التي دارت بين أسوارها، وهو ما يجعلها محطات دائمة في خطط السياح والباحثين عن روعة التراث الإنساني.
برزت قلعة الحصن في سوريا ضمن قائمة أبرز عشر قلاع في العالم، ورغم الأضرار التي لحقت بها جراء الحرب الأهلية السورية التي انتهت مؤخراً، إلا أنها ما زالت تحتفظ بمكانتها كواحدة من أقوى وأهم القلاع التي شُيدت في العصور الوسطى.
وتعود القلعة إلى فرسان القديس يوحنا الذين أقاموها في القرن الثاني عشر لتكون نموذجًا معماريًا فريدًا لقلاع الصليبيين في الشرق الأوسط، إذ تتكون من جدارين عظيمين بينهما خندق، وتقع على منحدر جبلي بين حمص وساحل البحر الأبيض المتوسط، ما منحها موقعًا استراتيجيًا مميزًا ساهم في صمودها عبر العصور.
وشهد المغرب حضورًا لافتًا من خلال قصر “آيت بن حدو” المبني من الطين قرب الصحراء الكبرى، والذي تحوّل إلى موقع تصوير بارز في العديد من الأفلام والمسلسلات العالمية منها “صراع العروش” و”غلاديايتر”.
ويحتوي القصر على بلدة سفلية محصّنة ونهر صغير ومنازل أمازيغية قديمة ما زالت قائمة، وقد بُني أصلاً في القرن السابع عشر كنقطة استراحة للقوافل التجارية بين مراكش والسودان. وتستمر الحياة حول القصر حتى اليوم، إذ توفر بيوت الضيافة المحلية أماكن إقامة تجذب السياح من مختلف دول العالم.
أما في اليابان، فتقف قلعة “هيميجي” شامخة كرمز من رموز التاريخ والثقافة، وتقع على بُعد 30 دقيقة بالقطار السريع من أوساكا وكوبي.
وتُعد من الكنوز الوطنية اليابانية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، ويطلق عليها اسم “قلعة البلشون الأبيض” نظرًا إلى شبهها بالطيور البيضاء أثناء تحليقها.
اكتمل بناؤها في القرن السابع عشر وتقدّم يوميًا جولات سياحية باللغتين اليابانية والإنجليزية، مما يعزز من إقبال السياح عليها كموقع ثقافي وتاريخي فريد.
كما تحتل قلعة إدنبرة مكانة مهمة في الذاكرة التاريخية البريطانية، إذ شُيّدت فوق نتوء بركاني عند نهاية شارع “رويال مايل” في العاصمة الاسكتلندية، وتُعد من أكثر القلاع تعرضًا للحصار في المملكة المتحدة.
ومرت القلعة بما لا يقل عن 26 هجومًا كبيرًا خلال تاريخها الذي يتجاوز 1100 عام، مما جعلها محورًا للعديد من الأحداث المفصلية في تاريخ اسكتلندا السياسي والعسكري، وتستقطب حاليًا أعدادًا كبيرة من الزوار سنويًا لاستكشاف أسرارها وجدرانها المحمّلة بوقائع الماضي.
تُجسّد هذه القلاع نماذج متنوّعة من العمارة الدفاعية والثقافة المحلية، وتعكس في تفاصيلها روح المجتمعات التي أنشأتها، ما يجعلها اليوم محطات لا يمكن تجاوزها في أي رحلة نحو اكتشاف جذور التاريخ.