مصر تتصدر عربياً في أطوال السكك الحديدية

سجلت مصر المركز الأول بين الدول العربية في طول شبكة السكك الحديدية، بعدما بلغ إجمالي أطوالها 5,153 كيلومتراً، متقدمة على الجزائر التي جاءت في المرتبة الثانية بطول 4,001 كيلومتر، في حين احتلت السعودية المرتبة الثالثة بـ2,939 كيلومتراً، وهو ما يعكس تفاوتاً في حجم البنية التحتية للنقل بين الدول العربية نتيجة عوامل متعددة تشمل التاريخ والاقتصاد والتخطيط الجغرافي.
وحققت السودان المرتبة الرابعة بطول 2,747 كيلومتراً، تليها العراق في المركز الخامس بطول 2,370 كيلومتراً، فيما سجل المغرب المركز السادس بشبكة تبلغ 2,295 كيلومتراً، في حين احتلت سوريا المرتبة السابعة بـ2,139 كيلومتراً، ما يعكس تراجعاً في الدور الإقليمي لشبكتها الحديدية نتيجة الظروف السياسية التي أثرت على بنيتها التحتية خلال العقد الماضي.
وجاءت تونس في المركز الثامن بطول 1,777 كيلومتراً، بينما حلت موريتانيا في المرتبة التاسعة بشبكة يبلغ طولها 728 كيلومتراً، فيما جاءت الإمارات في المركز العاشر بطول شبكة بلغ 279 كيلومتراً فقط، إلا أن مشاريع النقل الحديثة، خصوصاً مشروع “قطار الاتحاد”، مرشحة لرفع هذا الرقم خلال الأعوام القليلة المقبلة ضمن خطط الدولة لتحديث شبكات النقل وزيادة الربط بين الإمارات السبع.
ويعكس هذا الترتيب تاريخ بعض الدول في الاستثمار في السكك الحديدية، حيث تعتبر مصر من أوائل دول العالم التي أدخلت القطارات كوسيلة نقل رئيسية، بينما بدأت السعودية والإمارات والمغرب مؤخراً في تنفيذ مشاريع تطويرية عملاقة تستهدف مواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، وتركز على رفع كفاءة الربط بين المدن والمناطق الصناعية والموانئ.
وتمثل السكك الحديدية أداة استراتيجية للنقل الجماعي ونقل البضائع داخل الدول، وتسهم في تخفيف الضغط على الطرق وتقليل الانبعاثات الكربونية وخفض تكاليف النقل، وهو ما يجعل تطويرها ضرورة ملحة أمام الدول العربية التي تسعى إلى تحقيق تنمية متوازنة، وتعزيز التكامل الإقليمي وتحسين مستوى الخدمات العامة والبنية التحتية.
ويثير هذا التفاوت تساؤلات حول مستقبل النقل في المنطقة، والفرص الممكنة لربط الدول العربية بشبكات حديدية عابرة للحدود، تساهم في دعم التجارة البينية، وتسهل حركة المسافرين، وتقلل من الاعتماد على الوسائل البرية والجوية، وهو ما يتطلب خططًا استثمارية شاملة واستراتيجيات نقل إقليمية مشتركة.