المغرب يتصدر إفريقيا بأطول واجهة بحرية

يبلغ طول الساحل المغربي نحو 3500 كيلومتر، ويمتد على واجهتين بحريتين رئيسيتين، هما المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، مما يمنح المملكة أطول واجهة بحرية في قارة إفريقيا، ويضعها في موقع جغرافي مميز ينعكس على تنوعها البيئي وتعدّد خياراتها السياحية، حيث تزخر هذه الواجهة بسلسلة من الشواطئ المختلفة التي تلبي احتياجات شرائح واسعة من الزوار المحليين والدوليين.
توفّر الواجهة الأطلسية مساحة شاسعة من الشواطئ ذات الأمواج العالية، ما يجعلها نقطة جذب مفضّلة لممارسي رياضات البحر، وخصوصاً ركوب الأمواج في مناطق مثل تغازوت، التي باتت تكتسب شهرة متزايدة في السنوات الأخيرة، بينما تهيمن الأجواء الهادئة والمناظر الطبيعية المتناسقة على الشواطئ الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، مثل مرتيل والسعيدية، ما يمنح هذه المناطق طابعاً عائلياً وسياحياً يختلف في مزاياه عن نظيرتها الأطلسية.
ينجذب زوار المدن الساحلية المغربية إلى مزيج من المرافق السياحية الحديثة والطابع التقليدي الذي يميز الثقافة المحلية، حيث تحتفظ مناطق مثل الصويرة بعناصر معمارية وهوية تراثية تندمج بسلاسة مع شواطئها النظيفة، بينما تسعى مدن مثل أكادير إلى توسيع قدرتها الاستيعابية السياحية عبر تطوير الفنادق والبنى التحتية وتكثيف العروض الترفيهية في مواسم الصيف.
يشكّل الساحل المغربي عاملاً اقتصادياً مهماً في دعم قطاع السياحة الذي يمثل نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويُعد من بين أكبر مصادر العملة الأجنبية، كما تسهم الشواطئ في تنشيط قطاعات فرعية تشمل النقل، والخدمات الفندقية، والمطاعم، والأسواق الحرفية، مما يعزز الاقتصاد المحلي في المدن الساحلية ويولّد فرص عمل موسمية مستمرة.
تضع وزارة السياحة المغربية تطوير السواحل ضمن أولوياتها الاستراتيجية في السنوات المقبلة، عبر خطط تستهدف تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين معايير النظافة والخدمات، وجذب الاستثمارات الخارجية، ويعكس الإقبال المتزايد من السياح الأوروبيين والأفارقة على الشواطئ المغربية حجم الإمكانيات غير المستغلّة حتى الآن في هذا القطاع، حيث يجمع الساحل بين المناخ المعتدل والبنية الثقافية المنفتحة وسهولة الوصول الجوي من العواصم الأوروبية.
تشير المؤشرات السياحية إلى استمرار ارتفاع أعداد الزوار في المدن الشاطئية المغربية، لا سيما خلال أشهر الصيف، بينما تسعى السلطات إلى الترويج للوجهات الأقل شهرة، مثل شواطئ بوجدور والعرائش، وتقديمها كبدائل هادئة وشبه خالية للزائرين الباحثين عن الاستجمام في بيئات طبيعية أقل كثافة، في وقت يزداد فيه الطلب العالمي على الوجهات السياحية التي تجمع بين الجمال الطبيعي والأسعار المعقولة.