تجارب سائح

بوليفارد وورلد بالرياض يجسد ملامح التحول الحضري في المشهد الترفيهي السعودي

يشهد بوليفارد وورلد في العاصمة الرياض حضورًا لافتًا كأحد أبرز المشاريع الترفيهية التي تعكس ملامح التحول العمراني والثقافي في المملكة، إذ يجسد التوجه الوطني نحو بناء وجهات متكاملة تسهم في تطوير أنماط الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تسعى لتحويل الرياض إلى مدينة عالمية تجمع بين الحداثة والتنوع الثقافي.

يقدّم المشروع بمناطقه الواسعة تجربة حضرية متكاملة تجمع بين الترفيه والثقافة والطبيعة، ويُظهر كيف يمكن للتخطيط العمراني الحديث أن يوازن بين المساحات الخضراء والأنشطة الاجتماعية، إذ تضم المنطقة عروضًا فنية وموسيقية ومطاعم عالمية ومناطق تمثل ثقافات دول متعددة، ما يمنح الزائر شعورًا بالتنوع والثراء الثقافي ويعزز التفاعل الإنساني في بيئة نابضة بالحياة.

يُبرز بوليفارد وورلد قدرة المملكة على خلق نموذج عمراني متطور يجمع بين الجمال المعماري والبعد البيئي، حيث تم تصميم مساحاته لتوفير أجواء مريحة تحفز التواصل الاجتماعي وتدعم نمط الحياة النشط، بينما تسهم الفعاليات اليومية في تحفيز الإبداع وتعزيز المشاركة المجتمعية، مما جعل المشروع وجهة رئيسية للعائلات والشباب والسياح من مختلف أنحاء العالم.

يشير الزائر السعودي سلمان العتيبي إلى أن بوليفارد وورلد لم يعد مجرد موقع للترفيه، بل أصبح رمزًا لهوية الرياض الجديدة التي تواكب التطور العالمي وتمنح سكانها مساحة للتنفس والتجدد، مؤكدًا أن تزايد الإقبال عليه يعكس رغبة المجتمع في تبني نمط حياة حضري متوازن يجمع بين الراحة والانفتاح الثقافي.

كما أوضح زوار من الكويت أن المشروع يمثل نقلة نوعية في قطاع الترفيه السعودي، إذ يقدم تجربة شبيهة بما يوجد في أبرز مدن العالم، مع الحفاظ على الطابع المحلي الأصيل في التنظيم والضيافة، مؤكدين أن الرياض باتت تضاهي العواصم الكبرى من حيث جودة التجارب السياحية وتنوعها.

وبيّن زوار من اليابان وإيطاليا أن ما يميز بوليفارد وورلد هو الجمع بين التقنية والضيافة والتنوع الثقافي في قالب واحد، مشيرين إلى أن الفعاليات التي تحتضنها الرياض طوال العام تسهم في ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والترفيه.

يواصل المشروع دوره في دعم رؤية المملكة لجعل الرياض مركزًا عالميًا للترفيه والثقافة، إذ لا يقتصر أثره على جذب الزوار فحسب، بل يمتد ليعزز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل ويسهم في تطوير البنية التحتية، ما يعكس عمق التوجه نحو جعل الترفيه جزءًا من التنمية المستدامة.

يثبت بوليفارد وورلد أن الاستثمار في الترفيه يمكن أن يكون أداة فاعلة لبناء هوية وطنية جديدة، ويجسد كيف يمكن للمدن أن تتطور دون أن تفقد روحها الاجتماعية، ليصبح علامة فارقة في المشهد السعودي الحديث ودليلًا على أن الرياض تسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتكاملًا بين الإنسان والمكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى