وجهات سياحية

واجهة عسير البحرية يجمع بين جمال الطبيعة ودقة التخطيط العمراني

تمثل واجهة عسير البحرية في مركز الحريضة غرب مدينة أبها بامتداد يقارب 130 كيلومتراً إحدى أبرز الوجهات السياحية الجديدة على ساحل البحر الأحمر، حيث تجسد مشروعاً يجمع بين جمال الطبيعة ودقة التخطيط العمراني لتقديم تجربة ترفيهية متكاملة تعكس هوية المنطقة وتنوعها البيئي.

استقطبت الواجهة منذ افتتاحها اهتمام الزوار لما تتمتع به من مرافق عصرية ومساحات مفتوحة تطل مباشرة على البحر، إذ تجمع بين الأنشطة البحرية والمطاعم والمناطق الترفيهية، ما يجعلها مقصداً مثالياً للعائلات والسياح الباحثين عن تجربة تجمع بين الاستجمام والأنشطة الثقافية والفنية في أجواء بحرية نابضة بالحياة.

استعدت الواجهة هذا العام لموسم الشتاء بمجموعة من الفعاليات التي تعزز حضورها كمركز جذب سياحي، حيث تتوزع الفعاليات بين العروض الحية والفنون الشعبية والأنشطة الرياضية على الشاطئ، بينما تضيف الإضاءة الليلية مشهداً بصرياً مميزاً يعكس التوازن بين سكون البحر وحيوية الزوار.

تحولت الحريضة بفضل هذا المشروع إلى مركز حيوي يعكس ملامح التطور العمراني في منطقة عسير، إذ تم تنفيذ المشروع ضمن رؤية تهدف إلى استثمار المقومات الطبيعية للساحل الغربي وتعزيز دوره في تحقيق التنوع الاقتصادي والسياحي بما يتماشى مع إستراتيجية عسير “قمم وشيم”، التي تستهدف نقل المنطقة إلى مصاف الوجهات السياحية البارزة في المملكة.

يجسد التصميم المعماري للواجهة انسجاماً بين الحداثة والبيئة الطبيعية، حيث صُممت المساحات لتتكامل مع المشهد البحري دون الإخلال بالهوية المحلية، ويبرز ذلك في استخدام المواد الطبيعية وتوزيع الممرات والمطاعم والمناطق الخضراء بشكل يحقق الراحة البصرية ويمنح الزائر تجربة متوازنة بين الطبيعة والبنية الحديثة.

أصبحت الواجهة مثالاً على كيفية تحويل السواحل إلى منصات للأنشطة الاقتصادية والسياحية في آن واحد، إذ جذبت مشاريع استثمارية في مجالات الضيافة والترفيه والنقل البحري، ما ساهم في تنشيط الحركة التجارية وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة.

ومع حلول المساء، تتحول الواجهة إلى لوحة من الضوء والانعكاسات التي تزين البحر بألوان متعددة بين زرقة الموج ووهج الغروب، في مشهد يوثق جمال عسير البحري ويجعلها نقطة التقاء فريدة بين الجبل والساحل، لتؤكد أن المنطقة تمتلك بعداً جمالياً يتجاوز ما اعتاده الزائر من مشاهد الجبال والمرتفعات.

تجسد واجهة عسير البحرية اليوم رؤية المملكة في تنويع الوجهات السياحية وإبراز الخصوصية الجغرافية لكل منطقة، فهي لا تمثل مجرد مشروع عمراني بل خطوة استراتيجية نحو توسيع نطاق السياحة الداخلية ورفع جودة الحياة في المجتمعات الساحلية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى جعل عسير أيقونة سياحية تجمع بين قممها الخضراء وسواحلها الهادئة على البحر الأحمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى