ابتكارات ذكية تعيد تعريف تجربة السفر عبر طيران الإمارات
استثمرت طيران الإمارات ما يقارب 85 مليون درهم في مشروع ضخم يهدف إلى إعادة صياغة مفهوم السفر في مطار دبي الدولي، حيث بدأت الشركة تركيب أكثر من مئتي كاميرا متطورة تعمل بتقنية التعرف على الوجه “البيومترية”، داخل مبنى الركاب رقم 3، لتجعل من المرور عبر المطار تجربة رقمية متكاملة تعتمد على الملامح فقط دون الحاجة إلى إبراز جواز السفر أو بطاقة الصعود إلى الطائرة.
ويأتي هذا المشروع ليعكس توجه الشركة نحو رقمنة الإجراءات وتحقيق سلاسة غير مسبوقة في حركة المسافرين.
وتتيح التقنية الجديدة للمسافرين المرور عبر جميع مراحل السفر بدءاً من تسجيل الدخول، مروراً بإجراءات الجوازات، ووصولاً إلى بوابات الصعود وصالات المطار، باستخدام بصمة الوجه فقط.
وتمكن هذه المنظومة الذكية العملاء من اختصار الوقت وتجاوز الطوابير الطويلة، عبر خطوات تسجيل بسيطة وسريعة يمكن إتمامها من خلال تطبيق طيران الإمارات، أو الأكشاك الذاتية المنتشرة في المطار، أو عبر مكاتب إنهاء الإجراءات، في تجربة وصفها المراقبون بأنها “قفزة نوعية في مستقبل السفر الآمن والذكي”.
وأكدت الشركة أن عملية التسجيل في الخدمة لا تتم سوى مرة واحدة فقط، حيث يمنح العميل موافقته على استخدام بياناته البيومترية، ليصبح بعدها قادراً على استخدام الممرات الذكية في المطار سواء عند المغادرة أو الوصول، دون أي تدخل يدوي أو تأخير، وهو ما يسهم في تقليل الازدحام وتسريع العمليات التشغيلية بشكل ملموس.
وشدد الفريق محمد أحمد المري، مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، على أن هذا المشروع يمثل امتداداً لنهج الابتكار الذي يميز هوية دبي المؤسسية، مشيراً إلى أن المدينة نجحت على مدار السنوات الماضية في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والقياسات الحيوية في منظومتها الأمنية والخدمية، ما جعل تجربة السفر عبر مطاراتها الأسرع والأكثر أماناً في المنطقة.
وأضاف أن الشراكة المستمرة مع طيران الإمارات تعكس التكامل الحقيقي بين القطاعين الحكومي والخاص، وتؤكد التزام الجانبين بتقديم تجربة سفر تعكس مكانة الإمارات في الريادة والتحول الرقمي عالمياً.
ومن جانبه، أوضح عادل الرضا، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، أن استثمار الشركة في هذا المشروع يأتي في إطار التزامها المتواصل بتطوير تجربة العملاء عبر الاستفادة من أحدث الابتكارات التقنية، مؤكداً أن دمج أنظمة القياسات الحيوية في مسار السفر داخل مبنى الركاب رقم 3 يرفع معايير الكفاءة والدقة إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار إلى أن الشركة تعمل منذ عام 2017 بالتعاون مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي على تحديث أنظمة المطار وتطبيق حلول تكنولوجية متقدمة تجعل من تجربة السفر مع طيران الإمارات مثالاً يُحتذى به في صناعة الطيران العالمية.
وتُعد منظومة السفر البيومتري خطوة استراتيجية نحو مطارات المستقبل التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتقديم خدمات شخصية وسريعة، حيث يتمكن المسافر من إنجاز جميع الخطوات رقمياً، في حين تُدار العمليات الأمنية بدقة متناهية دون المساس بخصوصية البيانات.
ويأتي هذا التوجه في وقت تتسابق فيه شركات الطيران العالمية لاعتماد حلول رقمية شاملة تعزز من رضا العملاء وتدعم استدامة العمليات.
وتجسد هذه المبادرة رؤية دبي في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للسفر والابتكار، إذ لا تقتصر على تسهيل الإجراءات فحسب، بل ترسم ملامح جديدة لتجربة المسافر الذكي، الذي يعبر المطار بخطوات محسوبة وسريعة، تعكس روح الحداثة والتطور التي لطالما تميزت بها الإمارة.




