طيران

تحرك جوي يعيد رسم الخريطة الإقليمية للسفر بين آسيا والخليج

أعلنت شركة الطيران الآسيوية الشهيرة AirAsia عن توقيعها خطاب نوايا مع وزارة المواصلات والاتصالات في مملكة البحرين، في خطوة استراتيجية تهدف إلى جعل المنامة محطة رئيسية جديدة ضمن شبكتها المتنامية في المنطقة، ما يمثل تحولاً مهماً في مسار الشركة نحو التوسع في أسواق الخليج العربي وتعزيز حضورها الدولي في محور يربط آسيا بالشرق الأوسط.

ويأتي هذا الإعلان ليضع البحرين في قلب شبكة AirAsia التشغيلية، حيث تخطط الشركة لإطلاق رحلات مباشرة من مراكزها في ماليزيا وتايلند والفلبين وإندونيسيا إلى المنامة، على أن يتجاوز عدد الرحلات اليومية 25 رحلة بحلول عام 2030، وهو رقم يعكس الطموح الكبير للشركة في جعل المملكة مركزاً محورياً لحركة الطيران الآسيوية باتجاه الأسواق الخليجية والعربية.

وتسعى AirAsia من خلال هذا التعاون إلى بناء نموذج جديد للتكامل بين شركات الطيران الآسيوية ودول الخليج، عبر تطوير مسارات جوية تربط بين العواصم الاقتصادية والسياحية في القارتين، مستفيدة من موقع البحرين الجغرافي الاستراتيجي كبوابة إلى منطقة الخليج ومركز متطور للخدمات اللوجستية والنقل الجوي، وهو ما يتماشى مع أهداف المملكة في تعزيز مكانتها كمحور إقليمي للطيران والسياحة والاستثمار.

وكشفت الشركة أن المباحثات تشمل أيضاً دراسة إنشاء شركة طيران بحرينية جديدة تابعة لـAirAsia، تكون قادرة على تشغيل رحلات مباشرة إلى وجهات متنوعة تشمل الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا وأوروبا، بما يسهم في زيادة التبادل التجاري والسياحي، ويدعم حركة المسافرين عبر واحدة من أكثر الشبكات الجوية تنوعاً في العالم.

وتعكس هذه الخطوة اهتمام AirAsia بتوسيع نطاق عملياتها خارج أسواقها التقليدية في جنوب شرق آسيا، حيث تسعى إلى الاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الطيران الخليجي المزدهر، خصوصاً في ظل النمو المتسارع لحركة السفر في المنطقة، وازدياد الطلب على الرحلات الاقتصادية والوجهات الجديدة التي تجمع بين الكفاءة والتكلفة المعقولة.

ومن المتوقع أن يسهم التعاون البحريني مع AirAsia في تعزيز حركة السياحة الوافدة، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجالات النقل والخدمات الجوية والتكنولوجيا، فضلاً عن دعم رؤية البحرين 2030 التي تركز على تنويع الاقتصاد وتحفيز النمو المستدام في قطاع الطيران والسياحة.

وتجسد هذه المبادرة الطموحة بداية فصل جديد في العلاقات الجوية بين آسيا والخليج، إذ لا تقتصر على فتح خطوط جديدة فحسب، بل ترسم ملامح تعاون استراتيجي طويل الأمد من شأنه أن يغيّر مشهد السفر الإقليمي، ويفتح آفاقاً غير مسبوقة لحركة الطيران بين الشرق والغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى