“جوجل” تطلق تحديثًا جديدًا لـ “جيميناي”

في خطوة جديدة تعكس التزامها بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة “جوجل” عن إطلاق تحديث جديد لمساعدها الذكي “جيميناي” تحت اسم “Gemini Personalization”، والذي يهدف إلى تعزيز قدرة المساعد على تقديم إجابات أكثر دقة وتناسبًا مع اهتمامات المستخدمين الشخصية.
ومن المتوقع أن يشكل هذا التحديث نقلة نوعية في مجال التفاعل بين المستخدمين والذكاء الاصطناعي، حيث يعتمد بشكل أساسي على تحليل سجل البحث الخاص بالمستخدم لتقديم استجابات مخصصة وفقًا لاحتياجاته.
تحليل السلوك الرقمي لتقديم تجربة أكثر تخصيصًا
يعتمد التحديث الجديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التكيفية التي تقوم بتحليل سجل التصفح وسلوك البحث لدى المستخدم، مما يمكن “جيميناي” من التعرف على الاهتمامات الفردية بشكل أعمق.
ووفقًا لما نشره موقع “Android Authority”، فإن المساعد الذكي سيصبح أكثر قدرة على فهم تفضيلات المستخدم، وبالتالي تحسين جودة المعلومات والإجابات التي يقدمها.
ويعمل هذا التحديث على تحليل البيانات الشخصية بطريقة آمنة، بحيث يتمكن “جيميناي” من استيعاب النمط السلوكي للمستخدم وتقديم توصيات وإجابات أكثر دقة تتماشى مع متطلباته اليومية، سواء كان ذلك في مجال الأخبار، أو البحث عن المنتجات، أو حتى استفسارات تتعلق بالتكنولوجيا، الصحة، والتعليم.
أثر التحديث على تجربة المستخدم
من خلال هذا التطوير الجديد، يتوقع أن يحصل المستخدمون على تجربة أكثر تفاعلية مع المساعد الذكي، حيث سيتمكن “جيميناي” من توفير إجابات مبنية على السياق الشخصي لكل فرد، فعلى سبيل المثال، إذا كان المستخدم يبحث باستمرار عن أخبار التكنولوجيا أو توصيات السفر، سيعمل التحديث الجديد على تقديم محتوى أكثر دقة في هذا المجال، ما يسهم في توفير تجربة بحث أكثر تخصيصًا وراحة.
كما أشار الخبراء إلى أن هذا التحديث قد يسهم في تحسين خدمات البحث الصوتي، حيث سيتمكن “جيميناي” من فهم الأسئلة المطروحة بناءً على السياق السابق للمحادثات، مما يعزز من قدرة المساعد الذكي على تقديم إجابات أكثر دقة وسرعة.
التحديات والخصوصية في التحديث الجديد
رغم الفوائد الكبيرة التي يعد بها تحديث “Gemini Personalization”، إلا أن هناك بعض المخاوف المتعلقة بحماية خصوصية المستخدمين، لا سيما مع اعتماد المساعد الذكي على تحليل بيانات سجل البحث.
وقد أكدت “جوجل” أن جميع البيانات ستتم معالجتها وفقًا لمعايير الأمان والخصوصية العالية، مع منح المستخدمين القدرة على التحكم الكامل في البيانات التي يشاركها مع المساعد الذكي.
كما أشارت الشركة إلى أنها ستوفر إعدادات جديدة داخل التطبيق تتيح للمستخدم ضبط مستوى التخصيص الذي يريده، مع إمكانية إيقاف خاصية التحليل الشخصي في أي وقت، مما يمنح المستخدمين حرية إدارة بياناتهم الخاصة وفقًا لتفضيلاتهم الشخصية.
موعد الإطلاق والتوقعات المستقبلية
من المتوقع أن يتم إطلاق تحديث “Gemini Personalization” خلال الأسابيع المقبلة، على أن يتوفر تدريجيًا لمستخدمي أجهزة “أندرويد” و”iOS”.
ويرى المحللون أن هذا التحديث قد يشكل نقطة تحول في عالم المساعدات الذكية، حيث يسعى “جوجل” لجعل “جيميناي” أكثر من مجرد مساعد رقمي، بل شريكًا رقميًا ذكيًا يفهم احتياجات المستخدمين ويقدم لهم تجربة أكثر تخصيصًا.
ويأتي هذا التحديث في إطار المنافسة المتزايدة بين “جوجل” وشركات التكنولوجيا الأخرى، مثل “آبل” و”مايكروسوفت”، التي تسعى أيضًا لتطوير مساعداتها الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
مع استمرار التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يسير “جوجل جيميناي” بخطى ثابتة نحو تقديم تجربة أكثر تخصيصًا ودقة للمستخدمين، مما قد يعزز من مكانته في سوق المساعدات الرقمية.
وبينما يفتح هذا التحديث الباب أمام إمكانيات جديدة، يظل التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي وحماية خصوصية المستخدمين، وهو ما ستعمل “جوجل” على تحقيقه في المستقبل القريب.