ضباب رمضان في الباحة.. أجواء ساحرة تجذب العائلات للاستمتاع بالطبيعة

عاشت منطقة الباحة خلال ليالي شهر رمضان أجواءً من الجمال الطبيعي الخلاب، حيث اكتست جبالها وسهولها بحلة ضبابية مميزة زادتها زخات المطر تألقًا، ما جعلها وجهة مثالية للعائلات والزوار الباحثين عن أجواء استثنائية تجمع بين روحانية الشهر الفضيل وسحر الطبيعة الفريدة.
وقد خلقت هذه الأجواء الضبابية والممطرة تجربة رمضانية فريدة، إذ شهدت المنطقة إقبالًا واسعًا من الأهالي الذين فضلوا قضاء لحظات الإفطار والسحور في الهواء الطلق، تحت سماء غائمة يلفها الضباب ورذاذ المطر، مما منح ليالي رمضان في الباحة طابعًا ساحرًا لا يتكرر في العديد من المناطق الأخرى.
وفي ظل هذه الأجواء الرومانسية والطبيعية، تحولت الحدائق العامة والمتنزهات المفتوحة إلى وجهات رئيسية للعائلات والمجموعات الشبابية التي جاءت للاستمتاع بالأجواء الباردة والمنعشة التي ميزت رمضان هذا العام.
وشهدت مواقع مثل منتزه رغدان، وقرية ذي عين التراثية، ومنتزه الأمير مشاري، ووادي الجنابين حضورًا كبيرًا من الزوار، الذين استغلوا الطقس الجميل لقضاء أوقات ممتعة وسط الطبيعة الخلابة.
وأفاد المركز الوطني للأرصاد أن الضباب الكثيف شمل مدينة الباحة ومحافظات العقيق، القرى، المندق، بني حسن، وبلجرشي، وأدى إلى انخفاض مدى الرؤية الأفقية إلى كيلومتر واحد أو أقل، الأمر الذي استدعى تحذيرات للسائقين بضرورة توخي الحذر أثناء القيادة، خاصة في المناطق الجبلية التي تشهد كثافة ضبابية مستمرة خلال ساعات المساء والفجر.
وعلى الرغم من تأثير الضباب على مدى الرؤية، إلا أن العديد من السكان اعتبروه ميزة جمالية تضفي لمسة خاصة على الأجواء الرمضانية، إذ ساهم في خلق لحظات استثنائية للزوار الذين استمتعوا بالمشي في الأجواء الضبابية، واحتساء الشاي والقهوة في المقاهي المطلة على المرتفعات، حيث باتت هذه المواقع محطات مفضلة للباحثين عن لحظات من الاسترخاء والتأمل وسط أجواء طبيعية مميزة.
ولم يقتصر هذا المشهد على السكان المحليين فقط، بل اجتذبت هذه الأجواء الفريدة سياحًا من مختلف مناطق المملكة، حيث فضل الكثيرون قضاء عطلاتهم الرمضانية في الباحة، بعيدًا عن الأجواء الحارة التي تشهدها بعض المناطق الأخرى، فالمزيج بين الطبيعة الجبلية، وانخفاض درجات الحرارة، والأجواء الضبابية، جعل من الباحة واحدة من أبرز الوجهات الرمضانية المميزة في المملكة.
ومع استمرار هذه الأجواء الرائعة، يترقب الأهالي استمرار الضباب والأمطار خلال الأيام المقبلة، مما يضيف مزيدًا من الجمال والسحر إلى ليالي رمضان في عروس الجنوب، التي لا تزال تحتفظ بجاذبيتها كواحدة من أجمل الوجهات السياحية في المملكة خلال الشهر الفضيل.