-- سلايدر --الأخبار

البراح التاريخية في الطائف.. عبق الماضي يضيء ليالي رمضان بروحانية فريدة

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتحول البراح التاريخية في مدينة الطائف إلى مركز نابض بالحياة، حيث تجذب الزوار والسياح من مختلف المناطق للاستمتاع بأجوائها الفريدة التي تعكس روحانية الشهر الفضيل، وتمزج بين عبق الماضي وبهجة الحاضر.

وتُعد هذه الساحات القديمة، التي تعود إلى قرابة 290 عامًا، بمثابة ملتقى للعائلات والأفراد، حيث يقضون أجمل الأوقات في السمر والتجمعات الرمضانية وسط أجواء تقليدية لا تزال تحافظ على رونقها منذ مئات السنين.

ويحرص أهالي الطائف وزوارها على زيارة البراح خلال ليالي رمضان، لما تقدمه من تجربة استثنائية تجمع بين الأجواء التراثية والمأكولات الشعبية الشهيرة التي ترتبط بالموروث الثقافي للمدينة.

وتشتهر هذه الساحات، مثل برحة القزاز وبرحة السويقة القديمة، بانتشار الباعة الذين يقدمون أطباقًا تقليدية مثل البليلة، والكبدة، والمشروبات الرمضانية التي يتولى تحضيرها وتقديمها الشباب، مما يعزز روح المبادرة لديهم ويمنحهم فرصة للمشاركة في إحياء العادات التراثية.

وإلى جانب كونها مقصدًا لتناول الأطعمة الشعبية، تعد البراح التاريخية مزارًا ترفيهيًا وثقافيًا يجذب محبي التراث والتاريخ. فهذه الساحات التي كانت منذ القدم محطات تجمع رئيسية للقاء العائلات والتجار والمتسوقين، لا تزال تحتفظ بأصالتها المعمارية التي تبرز من خلال الدكاكين العريقة، والأبواب الخشبية المزخرفة ذات الألوان الزاهية، والمحلات التي تعرض المنتجات التقليدية، مما يمنح الزوار تجربة فريدة تعيدهم إلى أزمنة جميلة مضت.

وفي تصريح خاص لـ”واس”، أوضح المؤرخ عيسى بن علوان أن هذه البراح، التي يعود تاريخها إلى ما يقارب ثلاثة قرون، لا تزال تحتفظ برونقها التراثي وأهميتها الاجتماعية، حيث كانت وما زالت تمثل القلب النابض للمدينة، وملتقى للسكان في مختلف المناسبات، لا سيما خلال شهر رمضان.

وأضاف أن هذه الأماكن تعد جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة الطائف، حيث توثق تاريخها العريق، وتجسد الترابط الاجتماعي الذي تميزت به الأحياء القديمة.

ولا تقتصر جاذبية البراح على الأجواء الرمضانية والمأكولات الشعبية، بل تشمل أيضًا الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تقام ضمن فعاليات متنوعة، مثل العروض الفلكلورية، والمنافسات التراثية، والألعاب الشعبية التي تعكس تراث الطائف العريق.

وتزداد هذه الساحات تألقًا مع تزيينها بالفوانيس التقليدية والإضاءة الهادئة، مما يضفي لمسة ساحرة تجعل من زيارة هذه الأماكن تجربة لا تُنسى.

وبينما يستمر رمضان في إشاعة أجوائه الروحانية، تبقى البراح التاريخية في الطائف وجهة لا غنى عنها لمحبي الأصالة والتراث، حيث يلتقي الحاضر بالماضي في مشهد رمضاني يعكس هوية الطائف وثقافتها الفريدة، لتظل هذه الساحات شاهدًا على تاريخ ممتد وجسرًا يربط الأجيال بروح المكان العريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى