منتجات العُلا الزراعية تزين موائد رمضان بنكهة الطبيعة

تزخر محافظة العُلا بمنتجاتها الزراعية الفريدة التي تضيف طابعًا مميزًا إلى مائدة الإفطار والسحور خلال شهر رمضان، الطبيعة الغنية للمنطقة، بمناخها الملائم وتربتها الخصبة، توفر مجموعة متنوعة من المحاصيل التي تلبي احتياجات السكان والزوار، مما يعزز من مكانة العُلا كمصدر رئيسي للمنتجات الزراعية الطازجة في المملكة.
تعتبر التمور من أبرز المنتجات التي تشتهر بها العُلا، حيث تتنوع أصنافها بين البرني، الحلوة، والعجوة، التي تحظى بإقبال كبير، خاصة في شهر رمضان، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في مائدة الإفطار.
إلى جانب تناولها بصورتها الطبيعية، تُستخدم التمور في إعداد العديد من الأطباق التقليدية والحلويات التي تضفي مذاقًا أصيلًا يعكس تراث المنطقة، لا يقتصر إنتاج العُلا على التمور فحسب، بل تشمل محاصيلها الحمضيات بأنواعها، مثل البرتقال والليمون، إضافة إلى الرمان، التين، والعنب، التي تحظى بجودة عالية وتجد طريقها إلى الأسواق المحلية، لتلبية الطلب المتزايد خلال الشهر الفضيل.
فيما يتعلق بالخضراوات، توفر مزارع العُلا أصنافًا متعددة مثل الخيار، الطماطم، الباذنجان، والفلفل، التي تعد مكونات رئيسية في الأطباق الرمضانية، خاصة السلطات والمقبلات التي ترافق وجبات الإفطار والسحور.
يعتمد المزارعون في المنطقة على أساليب زراعية مستدامة وتقنيات ري حديثة للحفاظ على الإنتاج طوال العام، مما يضمن توافر هذه المنتجات بجودة عالية في الأسواق.
تمثل الزراعة في العُلا جزءًا من الهوية الثقافية والتراثية للمحافظة، حيث توارثت الأجيال مهنة الزراعة على مر العصور، مستفيدة من الظروف الطبيعية المواتية التي توفر بيئة مثالية لنمو المحاصيل.
يستفيد المزارعون من الخبرات التقليدية والتقنيات الحديثة على حد سواء لضمان إنتاج وفير يلبي احتياجات المجتمع المحلي، لا سيما خلال شهر رمضان، حيث يرتفع الطلب على الأغذية الطازجة والمغذية.
تشير إحصائيات حديثة صادرة عن القطاع الزراعي في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا لعام 2024 إلى أن إجمالي الإنتاج السنوي من الفواكه في المحافظة يصل إلى 127 ألف طن، بينما يبلغ إنتاج الحبوب 800 طن، والأعلاف 40 ألف طن، ما يعكس حجم الإنتاج الزراعي الكبير الذي يدعم الأسواق المحلية ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي.
بفضل هذا التنوع الزراعي، تواصل العُلا دورها كمصدر رئيسي للمنتجات الطازجة التي تثري الموائد الرمضانية بنكهات أصيلة، يستمتع سكان المنطقة وزوارها بهذه الخيرات التي تعكس ارتباط الإنسان بأرضه وتراثه، حيث تظل الزراعة عنصرًا أساسيًا في حياة المجتمع، ليس فقط كمصدر للغذاء، بل أيضًا كجزء من هوية العُلا التاريخية والثقافية.