مبادرة وطنية تُعيد الاعتبار للحرف اليدوية السعودية في تبوك
استقبلت مدينة تبوك زوارها على وقع فعاليات “أسبوع التراث”، الذي انطلق بتنظيم من هيئة التراث السعودية، وذلك في إطار مبادرة “عام الحرف اليدوية 2025” التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للمهارات التقليدية في نسيج الثقافة المحلية، وتحويلها إلى مصدر إبداعي واقتصادي مستدام.
ويمثل هذا الحدث فرصة فريدة لربط الأجيال الجديدة بجذورها من خلال استكشاف جماليات الحرف اليدوية التي شكلت جزءًا من حياة الأجداد، حيث تشارك فيه نخبة من الحرفيين والحرفيات من المنطقة، حاملين معهم شغفهم الطويل بحرف النسيج والفخار والخشب والخوص وغيرها.
وافتتحت الفعاليات أبوابها أمام الجمهور في مجمع “تبوك بارك مول”، ضمن أجواء احتفالية تعكس تنوع التراث السعودي، وتستمر طوال أسبوع كامل، يوميًا من الساعة الرابعة مساءً وحتى الحادية عشرة ليلًا.
وتنوعت الأنشطة ما بين ورش تفاعلية مفتوحة للأطفال والكبار، تهدف إلى تعليم أسس الحرف التقليدية، وعروض مرئية تعرض عبر شاشات ضخمة وثائقًا حية عن مراحل تطور الحرف في مختلف مناطق المملكة.
كما أُقيمت أجنحة مخصصة لعرض وبيع منتجات الحرفيين، ما أتاح للزوار فرصة اقتناء قطع فريدة تعكس الهوية السعودية في تفاصيلها الدقيقة.
وأكدت هيئة التراث أن “أسبوع التراث” لا يقتصر على كونه فعالية ترفيهية أو موسمية، بل يمثل ترجمة عملية لرؤية المملكة في ربط الثقافة بالتنمية، وتفعيل دور الحرف اليدوية بوصفها قطاعًا ثقافيًا منتجًا.
وقد أبدت الهيئة التزامها بمواصلة إقامة هذه الفعاليات في مناطق متعددة على مدار العام، ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى توثيق الحرف وصونها من الاندثار، مع دعم مستمر للحرفيين من خلال التأهيل المهني والتسويق الرقمي وتوفير منصات العرض.
كما دعت الهيئة سكان تبوك والمقيمين فيها إلى زيارة الفعالية والتفاعل معها، حيث توفر تجربة تراثية متكاملة تجمع بين التعلم والتسوق والترفيه، وتعزز من الفخر بالهوية الوطنية، في الوقت الذي تفتح فيه آفاقًا جديدة أمام الحرفيين لتوسيع نطاق جمهورهم وزيادة دخلهم.
وتُعَد هذه الفعالية واحدة من المحطات الرئيسية في “عام الحرف اليدوية”، الذي يسعى إلى إحياء الكنوز التراثية وتحويلها إلى رافد اقتصادي وثقافي يعبر عن روح السعودية الأصيلة.
