بالأرقام

عائدات سياحة المغرب تتجاوز 3.4 مليار دولار في أربعة أشهر

شهد قطاع السياحة في المغرب دفعة قوية خلال الأشهر الأولى من عام 2025، حيث واصل تحقيق أرقام لافتة من حيث عدد الزوار والإيرادات بالعملة الصعبة، مما يعكس تعافيًا مستدامًا في هذا القطاع الحيوي، فقد أعلنت وزيرة السياحة المغربية، فاطمة الزهراء عمور، أن المملكة استقطبت ما يقرب من 5.7 ملايين سائح بين شهري يناير وأبريل من العام الجاري، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 23 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

وساهم هذا النمو في إيرادات ضخمة لاقتصاد البلاد، إذ بلغت العائدات 34 مليار درهم مغربي، أي ما يعادل 3.4 مليارات دولار، محققة زيادة بنسبة 7.5 في المئة مقارنة بالعام السابق، وتُعد هذه الأرقام دليلاً ملموسًا على استرجاع المغرب لمكانته كإحدى أبرز الوجهات السياحية في القارة الإفريقية، خاصة في ظل التحولات العالمية المتسارعة في أنماط السفر والسياحة بعد جائحة كورونا.

من جهة أخرى، كشفت الوزيرة خلال جلسة أمام مجلس النواب، أن مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة سجلت نحو 9 ملايين ليلة مبيت في الفترة نفسها، وهو ما يمثل زيادة قدرها 15 في المئة عن العام الماضي، ويُظهر تحسنًا في مدة الإقامة وجودة الخدمات المقدمة للسياح، وتُبرز هذه المؤشرات أن الانتعاش لم يكن كمّيًا فقط من حيث عدد الوافدين، بل شمل أيضًا الجوانب المرتبطة بتجربة الزائر، وهو ما يُعزز من فرص عودة السائح وتوصيته بالوجهة المغربية للآخرين.

وتأتي هذه النتائج في سياق زخم سياحي متصاعد عرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة، فبحسب بيانات رسمية سابقة لوزارة السياحة، بلغ إجمالي عائدات القطاع خلال سنة 2024 نحو 112 مليار درهم (ما يعادل 11.2 مليار دولار)، منها 31.4 مليار درهم تم تحقيقها في الأشهر الأربعة الأولى من العام ذاته، ما يؤكد استمرارية الأداء القوي لهذا القطاع الحيوي.

وتُعد السياحة ثاني مصدر رئيسي للنقد الأجنبي في المغرب بعد تحويلات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتلعب دورًا أساسيًا في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل، وقد نجحت المملكة خلال عام 2024 في جذب 17.4 ملايين سائح، بنسبة نمو بلغت 20 في المئة مقارنة بسنة 2023، مما رسّخ موقعها كأول وجهة سياحية على مستوى إفريقيا.

ويُتوقع أن تواصل المملكة تعزيز موقعها السياحي خلال الفترة المقبلة، مدعومة بخطط تطوير البنية التحتية وتحسين تجربة السائح، إلى جانب الترويج الذكي للوجهات المغربية التقليدية والجديدة على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى