العراق يطلق خطة موسعة لدعم السياحة المحلية
كشفت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية عن إطلاق حزمة واسعة من الإجراءات التحفيزية الهادفة إلى تنشيط قطاع السياحة في البلاد، في خطوة تُعد من أبرز المبادرات الحكومية الرامية إلى استعادة الزخم لهذا القطاع الحيوي وتعزيز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.
وأعلنت الوزارة، صباح الثلاثاء، عن تفاصيل هذه الحزمة التي تتضمن تخفيضات كبيرة في أجور النقل الجوي المحلي والدولي، إلى جانب خصومات في أسعار الإقامة الفندقية والخدمات السياحية الأخرى، بما في ذلك المطاعم والمراكز الثقافية، وذلك في إطار خطة شاملة لتطوير البنية التحتية السياحية وتنويع موارد الدخل الوطني.
وأفاد وزير الثقافة والسياحة والآثار، أحمد فكاك البدراني، بأن الخطة الجديدة تمثل نقلة نوعية في رؤية الحكومة العراقية لتعزيز السياحة الداخلية والخارجية، موضحًا أن الإجراءات تشمل كذلك فتح مناطق ومدن سياحية جديدة أمام الزوار، إلى جانب البدء في مشروعات ترميم وتطوير المواقع الأثرية المنتشرة في مختلف المحافظات، بما فيها تلك التي لم تُستثمر سياحيًا من قبل.
ولفت الوزير إلى أن الحكومة تولي اهتمامًا كبيرًا بتشغيل الفنادق التابعة للوزارة، وتقديم تسهيلات موسعة أمام المستثمرين المحليين والأجانب في هذا المجال، ضمن توجه استراتيجي لتحويل العراق إلى وجهة سياحية متنوعة وغنية بالتجارب.
وبيّن البدراني أن العراق يتمتع بمقومات سياحية استثنائية تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة المتنوعة، مشيرًا إلى أن بغداد، الموصل، البصرة، وكربلاء تمثل مراكز رئيسية في هذه الخطة الجديدة، لما تحتويه من آثار دينية وتاريخية، إضافة إلى طابعها الثقافي المميز.
كما أضاف أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع جهات حكومية متعددة لتقديم باقات سياحية شاملة تتضمن المبيت بأسعار مخفضة، وجولات سياحية منظمة، وتوفير تجربة تناول الأكلات التراثية التي تعكس تنوّع المطبخ العراقي وأصالته، الأمر الذي يعزز من جاذبية البلاد لدى السائح العربي والأجنبي على حد سواء.
وشدد الوزير على أن الحكومة تسعى لتحويل قطاع السياحة من مصدر ثانوي للدخل إلى مورد دائم ومستقر يدعم الموازنة العامة، ويقلل من الاعتماد على إيرادات النفط فقط.
وأشار إلى أن تعزيز هذا الهدف يتطلب تفعيل شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، وتوفير بيئة استثمارية مشجعة تقوم على الشفافية وسرعة إنجاز المعاملات، إضافة إلى تطوير الكوادر السياحية من خلال برامج تدريبية نوعية تستهدف رفع كفاءة المرشدين والعاملين في القطاع السياحي والفندقي.
وأكد البدراني أن من ضمن أولويات الوزارة في هذه المرحلة هو تحسين مستوى البنية التحتية في المناطق السياحية، من طرق ومواصلات وخدمات، بهدف تيسير حركة السياح وتأمين الراحة والأمان لهم، موضحًا أن هناك خطة لتوسيع شبكة الرحلات الجوية بين بغداد والمدن العراقية الأخرى، فضلاً عن فتح خطوط جديدة مع وجهات إقليمية وعالمية، بأسعار مدعومة وتشجيعية بالتعاون مع وزارة النقل وشركات الطيران الوطنية.
وفي السياق ذاته، تعمل الوزارة على تسويق الهوية الثقافية للعراق من خلال مشاركات فاعلة في المعارض السياحية الدولية، حيث تسعى إلى تسليط الضوء على التنوع الفولكلوري والتراثي الذي يميز المجتمع العراقي، مع التركيز على إبراز المهرجانات الموسمية والفعاليات الثقافية والدينية التي يمكن أن تشكل عنصر جذب كبير للسياحة الدينية والثقافية.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تسعى فيه الحكومة إلى إنعاش القطاع السياحي بعد سنوات من التحديات الأمنية والاقتصادية التي أضعفت حركة الزوار، خصوصًا من الخارج.
