الأخبار

السكريات الطبيعية تحمي الدماغ وتؤخر التدهور المعرفي العصبي

كشفت دراسة علمية حديثة أجريت في جامعة ستانفورد الأمريكية عن دور محوري للسكريات في الحفاظ على صحة الدماغ، من خلال طبقة دقيقة تُعرف باسم “الغليكوكاليكس”، وهي عبارة عن غلاف سكري يحيط بالخلايا داخل الجسم، ويساهم بشكل فعال في دعم الحاجز الدماغي الدموي.

وتُعد هذه الطبقة الغنية بالسكريات بمثابة درع طبيعي يمنع تسلل الجزيئات الضارة إلى أنسجة الدماغ الحساسة، مما يساعد على إبطاء مظاهر الشيخوخة العصبية وتقليل احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة كألزهايمر.

بدأت الدراسة التي نُشرت نتائجها مؤخرًا في لفت الانتباه إلى أن صحة الدماغ لا تعتمد فقط على التغذية السليمة أو النشاط الذهني، بل تتصل أيضاً بالبُنى المجهرية المبطنة للأوعية الدموية في الدماغ.

وركز الباحثون على “الغليكوكاليكس”، وهي طبقة سكرية تعمل كخط دفاع أول يحول دون تسرب الجزيئات الضارة والالتهابية من مجرى الدم إلى نسيج الدماغ، وهو ما يعزز من ثبات البيئة الداخلية للدماغ واستقرار وظائفه الحيوية.

وتشير الدراسة إلى أن تراجع كفاءة هذه الطبقة مع التقدم في العمر يُعد من العلامات الأولية لبدء الخلل العصبي المرتبط بكبر السن، فقد لوحظ أن تقلص الغليكوكاليكس أو تلفه يؤدي إلى زيادة نفاذية الحاجز الدماغي، مما يسمح بدخول مواد غير مرغوب فيها قد تسبب التهابات عصبية مزمنة، تترافق في الغالب مع أمراض تنكسية مثل ألزهايمر وتراجع القدرة على التركيز والتذكر.

ويؤكد العلماء أن أحد أسباب هذا التدهور يعود إلى التغيرات التي تطرأ على الجسم في المراحل العمرية المتقدمة، خاصة في منتصف الأربعينيات وحتى أوائل الستينيات، وهي الفترة التي تشهد تحولات فسيولوجية وهرمونية تؤثر على التوازن الحيوي العام للجسم، بما في ذلك وظيفة الغليكوكاليكس.

ويحظى هذا الاكتشاف بأهمية متزايدة في الأوساط الطبية والعلمية، لا سيما وأنه يسلط الضوء على عنصر بيولوجي غالبًا ما يتم تجاهله في أبحاث الشيخوخة والدماغ، ويفتح المجال أمام تطوير علاجات وقائية مستقبلية تهدف إلى دعم هذه الطبقة السكرية، إما عبر مكملات غذائية أو أدوية تساهم في الحفاظ على سلامتها، وبالتالي إبطاء عملية الشيخوخة العصبية وتحسين جودة الحياة في مراحل العمر المتقدمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى