انطلاق فعاليات “سوق السفر العالمي” في لندن بمشاركة مميزة من السعودية
افتتحت فعاليات النسخة الـ44 من معرض “سوق السفر العالمي” (WTM) في العاصمة البريطانية لندن، وذلك في الفترة من 5 إلى 7 نوفمبر 2024، بمشاركة واسعة من مختلف دول العالم.
يُعد هذا المعرض واحدًا من أبرز وأهم الفعاليات السياحية على مستوى العالم، حيث يقدم فرصة مثالية لتعزيز التعاون بين العارضين في مجال السياحة وبناء شبكات تجارية جديدة، فضلاً عن الاطلاع على أحدث الاتجاهات والتطورات في صناعة السفر والسياحة.
أهمية المعرض وتأثيره على قطاع السياحة العالمي
يعد “سوق السفر العالمي” من الفعاليات الأكثر تأثيرًا في صناعة السياحة، حيث يتيح للعارضين فرصة تعزيز علاقاتهم التجارية وعقد صفقات وشراكات جديدة. ويجمع المعرض هذا العام 4,000 عارض من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ممثلون عن مجالس السياحة، الفنادق، شركات الطيران، والخدمات التكنولوجية.
ومن اللافت هذا العام أن المعرض شهد انضمام 80 عارضًا جديدًا، ما يعكس ازدهار القطاع السياحي وتوسع أسواقه بشكل مستمر.
وفي هذا السياق، صرحت جولييت لوساردو، مديرة العارضين في المعرض، بأن “عام 2024 سيكون الأفضل حتى الآن لسوق السفر العالمي، مع توقعات بنمو القطاع بنسبة 7%، ما يعكس الانتعاش الكبير في صناعة السياحة الدولية”.
مناقشة التحديات المستقبلية والفرص التي يقدمها المعرض
يوفر المعرض منصة مهمة لتسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية التي تواجه صناعة السياحة، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية التي يشهدها العالم.
من أبرز المواضيع التي يتم مناقشتها في هذا المعرض تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة السفر، والتكنولوجيا الحديثة، والاستدامة البيئية، فضلاً عن كيفية تكيُّف الشركات مع التغيرات في سلوكيات السفر بعد جائحة “كوفيد-19”.
كما يتضمن المعرض مجموعة من الندوات والجلسات التي تتناول مواضيع حيوية مثل الأمن السيبراني، استثمار القطاع السياحي، وأحدث استراتيجيات جذب السياح في ظل المنافسة العالمية.
مشاركة المملكة العربية السعودية في المعرض: حضور قوي ورؤية سياحية متميزة
شهد المعرض هذا العام مشاركة قوية من المملكة العربية السعودية التي تواجدت بوفد ضم 61 من أبرز المعنيين بقطاع السياحة، بهدف تسليط الضوء على النمو السريع الذي يشهده القطاع السياحي في المملكة.
واستعرض الوفد السعودي مشروعاته الكبرى التي تعد من أبرز وجهات السياحة في المملكة مثل “نيوم” و”العلا”، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية وترفيهية مثل “موسم الرياض”.
كما تميز الجناح السعودي هذا العام بتقديم العديد من التجارب التفاعلية والغامرة التي تعكس التراث الثقافي الغني للمملكة، إلى جانب عرض طبيعة المملكة المتنوعة والمناخ الفريد الذي يميز مناطقها المختلفة.
وقد شهد الجناح السعودي حضورًا لافتًا، حيث تم تقديم مشروبات وحلويات تقليدية للزوار، بالإضافة إلى تقديم جولات باستخدام الواقع الافتراضي التي تتيح للمشاركين التعرّف على أبرز المعالم السياحية في المملكة.
استعراض المشاريع والمبادرات السعودية في مجال السياحة
ترأس الوفد السعودي وزير السياحة أحمد الخطيب، وبمشاركة عدد من الشخصيات الرئيسية من الهيئة السعودية للسياحة، من بينهم الرئيس التنفيذي للهيئة فهد حميد الدين.
كما شارك في الوفد ممثلون عن شركات طيران “الرياض” و”الرحلات البحرية السعودية” إلى جانب الهيئات الأخرى مثل “البحر الأحمر العالمية” و”الهيئة الملكية للعلا”.
وقد تم الكشف عن عدد من الخطط السياحية الطموحة التي تسعى المملكة إلى تحقيقها، بما في ذلك استعراض أكبر عدد من شراكات الفنادق المحلية والدولية التي تم توقيعها مؤخرًا. وبذلك، تسعى المملكة إلى تعزيز دورها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة والعالم.
عسير: وجهة سياحية جديدة تظهر بقوة
وفي خطوة جديدة، كانت منطقة عسير من بين المشاركين الجدد في معرض “سوق السفر العالمي” هذا العام، وقد أكد حاتم الحربي، رئيس قطاع الوجهات السياحية في الهيئة السعودية للسياحة، أن الهدف من المشاركة هو الترويج لمنطقة عسير كإحدى أهم الوجهات السياحية في المملكة، مبرزًا التنوع الطبيعي الذي تقدمه المنطقة والتي توفر تجربة سياحية فريدة تختلف عن الصورة النمطية المرتبطة بالصحراء والمناطق الحارة في المملكة.
الاستراتيجيات التوسعية للمملكة في صناعة السياحة
تأتي هذه المشاركة ضمن إطار أوسع يشمل الحملة الترويجية السعودية “حيث يضيء الشتاء” التي تستهدف جذب السياح إلى المملكة على مدار العام، بالتوازي مع مبادرة “هذه الأرض تنادي”، التي تروج للفعاليات والأنشطة السياحية الكبرى مثل “مهرجان العلا” و”سباق الجائزة الكبرى السعودي للفورمولا 1″ في جدة.
النظرة المستقبلية لقطاع السياحة العالمي
من المتوقع أن يقود كل من الصين والهند النمو المستقبلي في أسواق السياحة العالمية، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، حيث تشير التوقعات إلى زيادة السفر إلى الخارج بنسبة 80% بحلول عام 2030.
كما توقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن تساهم صناعة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بـ15.5 تريليون دولار بحلول عام 2033، بما يعادل 11.6% من الاقتصاد العالمي.