وجهات سياحية

جزر فرسان أول محمية بحرية سعودية تنضم لقائمة “رامسار” الدولية

 نشر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية إعلاناً رسمياً بإدراج محمية جزر فرسان ضمن قائمة اتفاقية “رامسار” للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، لتكون بذلك أول محمية بحرية سعودية يتم إدراجها رسمياً في قائمة الاتفاقية العالمية، ويأتي هذا الإنجاز البيئي تتويجاً للجهود المستمرة للمملكة.

العربية للطيران تطلق رحلات مباشرة منتظمة بين الشارقة ولندن

يُعدّ هذا الإنجاز تتويجاً لجهود المملكة في حماية النظم البيئية الحساسة، والتزامها بصون ثرواتها الطبيعية وموائلها الفطرية وإثراء تنوعها الأحيائي، كما ويُعزز من حضور المملكة في الاتفاقيات البيئية الدولية الكبرى، متواكباً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة.

تُترجم هذه الخطوة التزام المملكة بمبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية، وجاء إدراج محمية جزر فرسان بعد عام واحد فقط من انضمام المملكة إلى اتفاقية رامسار في عام 2024، ممثلة بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.

يُجسّد هذا الانضمام الالتزام الوطني بصون التنوع الأحيائي واستعادة الموائل البيئية ذات الحساسية العالية، كما ويدعم الجهود الدولية الرامية للحفاظ على النظم البيئية البرية والساحلية المهددة حول العالم.

قال الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان إن هذا الإدراج يُمثِّل محطة إستراتيجية ومهمة في المسار البيئي العام للمملكة، ويجسد حجم التقدم المؤسسي الذي تحققه المملكة في مجال حماية الأراضي الرطبة، والمحافظة على الطيور المائية المهاجرة.

أشار قربان إلى التزام المملكة بالممارسات العالمية المعنية بهذا الجانب من الحماية، بالإضافة إلى جهودها البارزة لتعظيم أثر القطاع البيئي وتعزيز منافعه الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، كما ويُعكس حرصها الملموس على مد جسور التعاون على كافة الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.

يُحقق هذا الإنجاز الأهداف العالمية للتنمية المستدامة من خلال تطبيق الحلول المستندة إلى الطبيعة، كما ويعزز قدرة المملكة على مواجهة مختلف التحديات البيئية والمناخية التي تواجه المنطقة والعالم، مؤكداً على أهمية الاستدامة البيئية.

يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وفق إستراتيجية وطنية شاملة لحصر وتقييم الأراضي الرطبة المنتشرة في المملكة، حيث رُصد حتى الآن أكثر من 607 مواقع رطبة على مستوى المملكة بالكامل، وتم تحديد 244 موقعاً منها ضمن نطاق المحميات الطبيعية.

يُنفّذ المركز مشاريع مكثفة لإعادة تأهيل النظم البيئية المتدهورة في تلك المواقع الحساسة، إلى جانب جهوده المستمرة في نشر الوعي بأهمية تلك الأراضي بيئياً، كونها بيئات نوعية ضرورية لإثراء التنوع الأحيائي.

تُعزز هذه الأراضي الرطبة التوازن البيئي العام في المنطقة، وتُعد محمية جزر فرسان من أبرز المواقع البيئية الفريدة في مياه البحر الأحمر، إذ تحتضن بيئات غنية ومتنوعة تشمل الشعاب المرجانية الحية وأشجار المانجروف الساحلية ومصبات الأودية.

تُشكّل المحمية موئلاً حيوياً للعديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض من الكائنات البحرية والفطرية، كما وتعتبر محطة رئيسة وحيوية لهجرة الطيور المائية عبر القارات، مما يمنحها قيمة إيكولوجية عالمية.

يأتي إدراج جزر فرسان ضمن اتفاقية “رامسار” استكمالاً لمسيرتها الدولية في الحماية البيئية، إذ سبق أن سُجّلت في عام 2021 ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب) التابع لمنظمة اليونسكو، لتكون أول محمية سعودية تنضم إلى هذا البرنامج العالمي.

يُؤكد هذا التسجيل المزدوج قيمتها البيئية العالمية الاستثنائية، كما ويُعزز من مكانتها كموقع متعدد الأبعاد البيئية والثقافية يستوجب الحماية العالمية، وتستمر المملكة في التزامها بمسار الحماية البيئية.

تتجه المملكة نحو توسيع نطاق حماية الأراضي الرطبة على أراضيها وفي سواحلها، حيث يعمل المركز حالياً على ترشيح مواقع إضافية تتمتع بأهمية بيئية وإيكولوجية عالية لتسجيلها ضمن قائمة اتفاقية “رامسار”، مما يؤكد على جدية التزامها.

يُجسِّد هذا المسعى التزام المملكة الثابت بمبادئ الاستدامة البيئية، وحرصها الشديد على دعم الأمن المائي والغذائي للمنطقة، وحماية موارد الطبيعة الثمينة للأجيال القادمة من السعوديين.

تَحْظَى الأراضي الرطبة بأهمية عالمية قصوى بوصفها نظماً بيئية غنية للغاية بالتنوع الأحيائي والثروات الفطرية، وتضم ما يقارب 40% من الكائنات والنباتات على سطح الكرة الأرضية.

تُخزِّن هذه الأراضي الرطبة نحو 30% من الكربون الموجود في العالم، وتُعد مصدراً مهماً لاستخراج المياه والغذاء والدواء الضرورية للحياة، كما وتدعم الإنتاج الزراعي وتنظيم المناخ على المستوى المحلي والإقليمي.

تُعدّ الأراضي الرطبة أيضاً بمثابة دروع طبيعية قوية تحمي المجتمعات الساحلية من الآثار المدمرة للعواصف والأعاصير، وهي محطة هامة وحيوية للطيور المائية المهاجرة التي تُضفي عليها رونقاً خاصاً، مما يعزز قيمتها السياحية الفريدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى