-- سلايدر --الأخبار

بيوت الشعر.. موروث بدوي يربط الماضي بالحاضر في قلب الصحراء

تعد بيوت الشعر واحدة من أبرز الرموز التراثية التي تجسد ملامح الحياة البدوية الأصيلة في قلب الصحراء، حيث يعكس هذا العنصر التقليدي تاريخ حياة أهل البادية الذين عاشوا في فضاء الرمال وواجهوا تقلبات الحياة عبر العصور.

ورغم التطورات التي شهدتها أساليب العيش، تظل بيوت الشعر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية في المجتمعات البدوية، وتعكس ارتباط الإنسان السعودي بجذوره وأصالته.

تتميز بيوت الشعر بقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية في الصحراء، حيث توفر مأوى من حرارة الشمس في الصيف وبرودة الشتاء، بفضل تصميمها الذي يعتمد على المواد الطبيعية مثل الشعر والصوف، ما يجعلها مناسبة تمامًا للبيئة الصحراوية، ومن هنا، فقد أصبحت هذه البيوت مرادفًا للضيافة والكرم، حيث تستقطب الزوار في المناسبات الاجتماعية والرحلات البرية.

على الرغم من تطور الحياة الحديثة، لا تزال بيوت الشعر حاضرة في العديد من المنازل السعودية، فهي تزيّن فضاءات الصحراء وتشكل جزءًا من الفلكلور السعودي الذي يعبر عن الماضي والحاضر، حيث نجدها في حدائق الاستراحات والمنازل كمساحة تجمع العائلة والأصدقاء، إذ تقدم أجواءً دافئة ومريحة تعكس روح الحياة البدوية الأصيلة.

ويُعتبر العديد من السعوديين بيوت الشعر بمثابة ملاذ للعودة إلى الجذور، لاستعادة إحساس بالسكينة والتواصل مع التراث.

ولدى محبي التراث، تُعد بيوت الشعر خيارًا مفضلاً للرحلات البرية، حيث يستمتع الجميع بأوقات لا تُنسى تحت السماء الواسعة بعيدًا عن ضوضاء الحياة المدنية.

إضافة إلى ذلك، تُعبر بيوت الشعر عن مزيج فريد بين الماضي والحاضر، فهي تمنح الزوار فرصة لإعادة إحياء تقاليد الأجداد، وتقديم نوع من الضيافة التي تشتهر بها البادية.

تختلف بيوت الشعر في أحجامها وأشكالها، حيث يُطلق عليها تسميات عديدة تبعًا لعدد الأعمدة التي تستخدم في بنائها، فمن “القطبة” التي تقتصر على عمود واحد، إلى “المقورن” المكون من عمودين، ثم “المثولث” و”المروبع” و”المخومس” و”المسودس” حسب عدد الأعمدة المستخدمة. كل تصميم له دلالته الثقافية والاجتماعية، ما يجعل لكل بيت قصته الخاصة.

وتستمر بيوت الشعر في إلهام الشعراء وأبناء البادية، حيث يُغني الكثيرون بحبها، معتبرين إياها رمزًا للراحة والطمأنينة، إذ تحتفظ هذه البيوت بجوهرها الفريد الذي يعبق بتاريخ طويل من الكرم والضيافة.

وبينما تشهد الحياة تغيرات مستمرة، تظل بيوت الشعر واحدة من أرقى تجسيدات التراث البدوي الذي لا يزال حيًا في قلوب الكثيرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى