الجزائر تعزز النقل الجوي بإطلاق شركة طيران جديدة للرحلات الداخلية

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تحسين خدمات النقل الجوي وتعزيز الاتصال بين المدن الجزائرية، أعلنت الحكومة الجزائرية عن إنشاء شركة طيران جديدة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، متخصصة في الرحلات الداخلية.

ويأتي هذا القرار في إطار جهود الدولة لتطوير البنية التحتية للنقل الجوي وتخفيف الضغط على الخطوط الجوية الوطنية، مما يسمح لها بالتركيز على توسيع عملياتها الدولية وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية.

تم اتخاذ هذا القرار خلال اجتماع حكومي رفيع المستوى ترأسه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث جرت مناقشة أوضاع شركات الطيران الجزائرية، وعلى رأسها الخطوط الجوية الجزائرية وشركة طاسيلي للطيران التابعة لشركة سوناطراك النفطية.

وجاءت هذه الخطوة استجابةً للحاجة المتزايدة إلى تحسين خدمات النقل الجوي الداخلي، خاصة في ظل المساحات الشاسعة للبلاد وتزايد الطلب على الرحلات الجوية بين المدن الكبرى والمناطق النائية.

بحسب تقارير إعلامية، من بينها وكالة “نوفا” الإيطالية، فإن إطلاق هذه الشركة الجديدة يهدف إلى تمكين الخطوط الجوية الجزائرية من التركيز بشكل أكبر على الرحلات الدولية، مما يعزز فرص الشركة لاستعادة التوازن المالي وتحسين موقعها في سوق النقل الجوي العالمي.

وتعتزم الحكومة الجزائرية من خلال هذه الخطوة إعادة تشغيل بعض الخطوط الجوية الدولية التي كانت قد توقفت منذ عقود، لاسيما في اتجاه إفريقيا وأوروبا الشرقية وآسيا، إضافة إلى العمل على توسيع الشبكة الدولية عبر إطلاق وجهات جديدة، ما يساهم في دعم العلاقات التجارية والسياحية بين الجزائر ودول العالم.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع جهود الجزائر المتواصلة لتحديث أسطولها الجوي، حيث أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية في وقت سابق عن صفقة لشراء 15 طائرة جديدة، تهدف إلى تعزيز شبكة الرحلات المحلية والدولية، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم هذه الطائرات اعتبارًا من يونيو المقبل.

إن تعزيز شبكة الرحلات الداخلية من خلال شركة طيران جديدة من شأنه أن يسهم في تحقيق ديناميكية أكبر لقطاع النقل الجوي في الجزائر، إذ سيمكن من تقليل أوقات السفر بين المدن وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين.

كما يتوقع أن يكون لهذه الخطوة أثر اقتصادي إيجابي، حيث ستوفر فرص عمل جديدة في قطاع الطيران وتساهم في تنشيط المطارات المحلية وزيادة الحركة الجوية داخل البلاد.

وتمثل هذه الاستراتيجية الجديدة جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى إصلاح قطاع الطيران في الجزائر، حيث تسعى الحكومة إلى تحسين كفاءة الأداء وتعزيز تنافسية الشركات الوطنية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

كما تسعى الجزائر إلى تحويل مطاراتها إلى محاور إقليمية للنقل الجوي، مما يسهم في استقطاب المزيد من شركات الطيران الأجنبية وزيادة عدد الرحلات القادمة والمغادرة من وإلى البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن الجزائر تمتلك بنية تحتية جوية متطورة تشمل مجموعة من المطارات الدولية والإقليمية، مما يتيح فرصة مثالية لتعزيز الرحلات الداخلية وربط مختلف المناطق ببعضها البعض بطريقة أكثر سلاسة وفاعلية.

ومع زيادة الاستثمارات في قطاع الطيران، من المتوقع أن تشهد الجزائر نهضة كبيرة في مجال النقل الجوي خلال السنوات المقبلة، ما سيمكنها من تقديم خدمات عالية المستوى تتماشى مع المعايير الدولية.

يمثل إطلاق شركة الطيران الجديدة خطوة هامة على طريق تحقيق رؤية الجزائر لتطوير قطاع الطيران، حيث يعكس التزام الحكومة بتحسين جودة الخدمات للمواطنين والمسافرين، وتعزيز الربط الجوي بين مختلف أنحاء البلاد، ودعم النمو الاقتصادي عبر قطاع نقل جوي أكثر تطورًا ومرونة.