إسبانيا تستعيد ريادتها السياحية وتستقبل 17.1 مليون زائر
استقبلت إسبانيا في الربع الأول من العام الجاري 2025 أكثر من 17.1 مليون سائح دولي، في مؤشر قوي يعكس استعادة البلاد لمكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية في العالم، بعدما شهدت نمواً بنسبة 5.7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
ويأتي هذا النمو مدعوماً بتصاعد معدلات الإنفاق السياحي التي سجلت بدورها أرقاماً غير مسبوقة، إذ بلغت إيرادات السياحة في الربع الأول وحده نحو 23.5 مليار يورو، لتؤكد بذلك إسبانيا قدرتها على مواكبة التعافي العالمي من تداعيات التباطؤ السياحي الذي فرضته السنوات السابقة.
وشكل شهر أبريل ذروة هذا الأداء الإيجابي، حيث بلغت عائدات السياحة خلاله فقط 10.82 مليار يورو، وهو ما يعادل ارتفاعًا بنسبة 14.1% عن نفس الشهر من عام 2024، مما يشير إلى استمرار الاتجاه التصاعدي في أعداد الزوار ومعدلات إنفاقهم.
وتُعزى هذه الطفرة إلى تنوع المقومات السياحية التي تتمتع بها إسبانيا، إلى جانب الاستقرار العام وعودة النشاط الفندقي والمهرجانات الثقافية التي تستقطب المسافرين من مختلف أنحاء العالم.
وتشهد المدن الساحلية مثل برشلونة، وفالنسيا، ومالقة، بالإضافة إلى جزر الكناري والباليرار، إقبالاً متزايداً من الزوار الدوليين الباحثين عن الأجواء المعتدلة، والشواطئ الخلابة، والأنشطة الثقافية والترفيهية التي تقدمها تلك الوجهات مع بداية موسم السياحة الصيفية.
كما ساهمت البنية التحتية السياحية المتطورة، بما في ذلك الفنادق الحديثة وشبكات النقل المتكاملة، في تعزيز سهولة الوصول والإقامة داخل البلاد، ما رفع من معدلات الرضا بين السياح، وزاد من معدلات التكرار في الزيارات.
وتسعى السلطات الإسبانية إلى تعزيز هذه الديناميكية من خلال خطط استراتيجية ترتكز على الترويج الذكي للوجهات الأقل ازدحامًا، وتوسيع الاستثمار في السياحة المستدامة، والحفاظ على الموارد الثقافية والبيئية، وهو ما يتماشى مع تطلعات المسافرين الجدد من الأجيال الصاعدة الذين يفضلون التجارب الأصيلة ذات الطابع المحلي.
ومن المنتظر أن تشهد الأشهر القادمة استمرار هذا الزخم القوي، مع توقعات باستقبال عشرات الملايين من السياح مع دخول موسم الذروة الصيفي، ما قد يجعل عام 2025 من أفضل الأعوام أداءً في تاريخ السياحة الإسبانية.
