موسكو تعتمد اللغة العربية في خريطتها السياحية
أطلقت موسكو أول خريطة رسمية لمترو الأنفاق باللغة العربية، ضمن خطة موسعة تهدف إلى تحسين تجربة الزوار القادمين من العالم العربي وتعزيز السياحة بين روسيا والدول الناطقة بالعربية، حيث بادرت وزارة النقل والمواصلات الروسية إلى توفير هذه الخريطة لتسهيل تنقل السياح داخل العاصمة، بما ينسجم مع ازدياد عدد الزوار العرب خلال المواسم السياحية الأخيرة.
وأعلن مكسيم ليكسوتوف، نائب عمدة موسكو لشؤون النقل والصناعة، أن الخريطة متاحة الآن بشكل مطبوع وإلكتروني، وتم دمجها داخل تطبيق “مترو موسكو” المخصص للهواتف المحمولة.
وأشار إلى أن المشروع يمثل خطوة مهمة في جعل المدينة أكثر ترحيبًا بالثقافات المختلفة، خاصة تلك القادمة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأن المبادرة لا تقتصر على الترجمة فحسب، بل تشمل تطوير واجهات معلوماتية وخدمات تتوافق مع اللغة العربية مستقبلاً.
وشهدت الخريطة الجديدة إقبالًا ملحوظًا، حيث تم توزيع أكثر من 10 آلاف نسخة منها على الزوار العرب خلال أقل من شهر، وهو ما يعكس حاجة ملموسة لدى السياح لتوافر أدوات إرشادية بلغاتهم الأصلية، وخاصة في مدن كبرى ومعقدة مثل موسكو، التي تضم شبكة مترو تُعد من بين الأوسع والأكثر ازدحامًا في العالم، وتخدم ملايين الركاب يوميًا.
ويضم مترو موسكو حاليًا أكثر من 206 محطات موزعة على خطوط تمتد لمسافة 346 كيلومترًا، ويتميّز هذا المترو بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الهندسة الكلاسيكية والفن الحديث، إذ أدرج نحو خمسين من محطاته ضمن قائمة المعالم التاريخية الروسية ذات الأهمية الفيدرالية، ما يجعل منه مقصدًا بحد ذاته لزوار المدينة، وليس فقط وسيلة للنقل.
وتسعى السلطات في موسكو إلى توسيع نطاق استخدام اللغة العربية في الخدمات العامة، بما في ذلك اللوحات الإرشادية في بعض المرافق، ونشرات المعلومات السياحية، والجولات المصحوبة بمرشدين ناطقين بالعربية، ويُنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات جديدة على هذا المسار، لا سيما مع تنامي العلاقات الاقتصادية والسياحية بين روسيا ودول الخليج.
وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية أوسع تعمل على جعل موسكو واحدة من الوجهات المتقدمة في تقديم تجارب مخصصة للزوار من خلفيات ثقافية متنوعة، وذلك في ظل تراجع أعداد السياح من أوروبا الغربية خلال السنوات الأخيرة، واتجاه السياسة السياحية الروسية إلى فتح أسواق جديدة وتهيئة البيئة المناسبة لجذب شرائح مختلفة من المسافرين.
