معرض التراث السعودي في بكين جسر ثقافي يعزز العلاقات السياحية بين السعودية والصين

في إطار الحملة الترويجية العالمية التي تهدف إلى تعزيز التواصل الثقافي بين السعودية والصين، شهدت العاصمة الصينية بكين انطلاق معرض السفر السعودي في حديقة “تيان تان” الشهيرة.

يتيح المعرض للزوار الصينيين فرصة اكتشاف سحر التراث السعودي الغني من خلال مجموعة متنوعة من التجارب التفاعلية والأنشطة الثقافية.

التراث السعودي يثير إعجاب الزوار الصينيين

يواصل المعرض جذب أعداد كبيرة من الزوار الصينيين الذين أبدوا إعجابهم العميق بالتقاليد والعادات السعودية، حيث توفر الفعالية تجربة سياحية مميزة تعكس الأصالة والتنوع الثقافي الذي تتميز به المملكة.

يقدم المعرض للزوار فرصة غنية لاستكشاف التراث السعودي بأسلوب تفاعلي، حيث يندمج الزائر مع الثقافة السعودية من خلال عدة محطات تتيح له التفاعل المباشر مع العناصر التراثية.

من أبرز الأنشطة التي يقدمها المعرض، تجربة تقديم القهوة السعودية الشهيرة والتمر، والتي تعكس كرم الضيافة السعودي. كما يمكن للزوار ارتداء الزي التقليدي السعودي المعروف باسم “بشت البرقاء”، والتقاط الصور التذكارية في أجواء مستوحاة من التراث الأصيل.

إضافة إلى ذلك، يتضمن المعرض ورش عمل فنية تعطي الزوار فرصة لتعلم تقنيات الرسم بالخط العربي واستخدام المواد الطينية التقليدية في صناعة الفخار، مما يعزز من تجربة التواصل الثقافي الحي بين الشعبين.

عروض سياحية مغرية لاكتشاف كنوز المملكة

في إطار الحملة الترويجية التي تستهدف تعزيز السياحة السعودية لدى السوق الصيني، يتضمن المعرض العديد من العروض المغرية التي تشجع الزوار على زيارة المملكة.

تقدم شركات السياحة السعودية باقات سفر مصممة خصيصًا للزوار الصينيين، تتضمن زيارات لأبرز المعالم السياحية والتراثية في السعودية.

تسلط هذه الباقات الضوء على مواقع سياحية بارزة مثل الدرعية، مهد التاريخ السعودي القديم، والعلا التي تعد واحدة من أهم الوجهات الأثرية في العالم، بالإضافة إلى الباحة، تلك المنطقة الخضراء التي تتيح للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة.

كما تقدم الشركات السياحية الخاصة في المعرض عروضًا لزيارة مناطق حيوية مثل جدة التي تجمع بين التراث الحديث والقديم، ومدينة نيوم المستقبلية على البحر الأحمر، وهي أحد أكبر المشاريع الطموحة في رؤية المملكة 2030.

إلى جانب ذلك، تشمل العروض المشاركة في فعاليات سعودية كبرى مثل موسم الرياض، الذي يقدم للعالم أضخم الفعاليات الترفيهية والموسيقية، ومهرجان ميدل بيست الموسيقي الذي يجذب نجوم الفن العالميين.

تعزيز التعاون بين السعودية والصين في مجال السياحة

تعتبر الصين واحدة من الأسواق الدولية الأكثر أهمية التي تستهدفها المملكة في استراتيجيتها لتعزيز القطاع السياحي. ولتسهيل حركة السفر بين البلدين، تم تعزيز النقل الجوي بتوفير رحلات مباشرة تربط أربع مدن رئيسية في الصين، وهي بكين، وشانغهاي، وقوانغتشو، وشنزن، مع المدن السعودية الرئيسية مثل الرياض، جدة، والدمام.

تشمل شركات الطيران التي تدير هذه الرحلات الخطوط الجوية السعودية، إلى جانب الخطوط الجوية الصينية والخطوط الصينية الشرقية والخطوط الصينية الجنوبية.

ومن المقرر أن تنضم شركة كاثي باسيفيك، التي ستبدأ تشغيل رحلات مباشرة بين هونغ كونغ والرياض في 28 أكتوبر 2024، مما سيساهم في زيادة عدد الرحلات بين البلدين وتوسيع الخيارات المتاحة للمسافرين.

وفقًا للتقارير، شهدت حركة الطيران بين السعودية والصين نموًا ملحوظًا بنسبة 52٪ في السعة الإجمالية للمقاعد بين عامي 2023 و2024، مما يشير إلى زيادة كبيرة في عدد المسافرين المتوجهين بين البلدين. وقد تجاوز عدد المقاعد المتاحة 243 ألف مقعد، مما يعكس الاهتمام المتزايد من الجانبين بتعزيز التعاون السياحي.

الختام: ثقافة عريقة تربط بين الشرق والغرب

يأتي معرض التراث السعودي في بكين كجزء من الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الثقافية والسياحية بين السعودية والصين. ومن خلال تقديم تجارب تفاعلية فريدة وعروض سياحية مغرية، يسهم هذا الحدث في تعريف الجمهور الصيني بالثقافة السعودية المتنوعة والغنية، كما يشكل خطوة هامة نحو تعزيز السياحة البينية بين البلدين.

تمثل هذه الفعالية منصة مثالية لتبادل الثقافات والتجارب بين الشعبين، وتهيئة فرص جديدة للتعاون في مجال السياحة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى جذب مزيد من الزوار الدوليين وتطوير القطاع السياحي كأحد ركائز الاقتصاد الوطني.